الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6627 ص: حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا علي بن عاصم ، قال: أنا الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري -قال: أحسبه- عن النبي -عليه السلام- قال: " إذا أتى أحدكم على حائط فليناد صاحبه ثلاث مرات، فإن أجابه وإلا فليأكل من غير أن يفسد، وإذا أتى على غنم فليناد صاحبه ثلاث مرات، فإن أجابه وإلا فليشرب من غير أن يفسد". .

                                                التالي السابق


                                                ش: علي بن عاصم بن صهيب بن سنان الواسطي، شيخ أحمد روى عنه ووثقه.

                                                والجريري هو سعيد، نسبته إلى جرير -بضم الجيم- وهو [ابن] عباد أخو الحارث بن عباد بن ضبيعة بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل وأبو نضرة -بالنون والضاد المعجمة- المنذر بن مالك العبدي البصري، روى له الجماعة، البخاري مستشهدا.

                                                وأبو سعيد الخدري اسمه سعد بن مالك - رضي الله عنه - .

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد -يعني ابن سلمة- ثنا الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد أن رسول الله -عليه السلام- قال: "إذا أتى أحدكم حائطا فأراد أن يأكل فليناد صاحب الحائط ثلاثا، فإن أجابه وإلا فليأكل، وإذا مر [ ص: 237 ] أحدكم بإبل فأراد أن يشرب من ألبانها فليناد: يا صاحب الإبل -أو يا راعي الإبل- فإن أجابه وإلا فليشرب، والضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة".

                                                فإن قيل: ما حكم هذا الحديث؟

                                                قلت: صحيح، ولهذا أخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريق يزيد بن هارون ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد .

                                                فإن قيل: قد أخرج البيهقي هذا الحديث من حديث يزيد بن هارون، ثم علله بأن يزيد روى عن الجريري بعد اختلاطه، ثم قال: رواه حماد بن سلمة ، عن الجريري، وليس بالقوي.

                                                قلت: قال الذهبي في "مختصره سنن البيهقي": هذا قلة إنصاف، حماد ثقة ومع هذا فما تفرد بالحديث فصح أن الجريري رواه في صحته وبانضمام هذا إلى ما قبله يصير سنة ثابتة.

                                                قلت: حماد بن سلمة أخرج له مسلم، وذكره أبو الوليد الباجي في "رجال البخاري" وقال العجلي: روى عن الجريري في الاختلاط: يزيد بن هارون وابن المبارك وابن عدي، كل ما روى عنه مثل هؤلاء الصغار فهو مختلط، وإنما الصحيح: حماد بن سلمة وابن علية وعبد الأعلى، من أصحهم سماعا منه.

                                                قوله: "من غير أن يفسد" أراد أنه لا يأكل أكثر من سد جوعته، ولا يحمل منه شيئا غير آكله، ولا يعطي الإنسان.




                                                الخدمات العلمية