الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6666 6667 6668 ص: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا وهب ، قال: ثنا شعبة ، عن أبي التياح ، عن رجل من بني الليث، عن عمران بن حصين - رضي الله عنه -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبس الحرير". .

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج ، قال: ثنا حماد، قال: ثنا أبو التياح ، عن حفص الليثي ، عن عمران بن حصين ، عن رسول الله -عليه السلام- مثله.

                                                [ ص: 273 ] حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا عياش الرقام ، قال: ثنا عبد الأعلى ، قال: ثنا سعيد بن مطر عن الحسن ، عن عمران بن الحصين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا ألبس القميص المكفف بالحرير وأومأ الحسن إلى جيب قميصه".

                                                التالي السابق


                                                ش: من الأحاديث الدالة على تحريم الحرير على الرجال حديث عمران بن الحصين، وأخرجه من ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: عن أبي بكرة بكار القاضي ، عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن أبي التياح يزيد بن حميد الضبعي البصري ، عن رجل من بني ليث، وهو حفص بن عبد الله الليثي ، وقد فسره في الطريق الثاني على ما يأتي.

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا روح، قال: ثنا شعبة ، عن أبي التياح: سمعت رجلا من بني ليث يقول: أشهد على عمران بن حصين أنه حدث: "أن رسول الله -عليه السلام- نهى عن الحناتم، وعن خاتم الذهب، وعن لبس الحرير".

                                                الثاني: عن محمد بن خزيمة ، عن حجاج بن المنهال ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي التياح يزيد بن حميد ، عن حفص بن عبد الله الليثي ، عن عمران بن حصين .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا حماد بن سلمة ، عن أبي التياح ، عن حفص الليثي ، عن عمران بن حصين: "أن النبي -عليه السلام- نهى عن الحنتم، والتختم بالذهب، والحرير".

                                                الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن عياش بن الوليد القطان الرقام شيخ البخاري وأبي داود ، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن مطر بن طهمان الوراق ، عن الحسن البصري ... . إلى آخره.

                                                [ ص: 274 ] وأخرجه أبو داود: قال: نا مخلد بن خالد، قال: ثنا روح، قال: ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن حصين أن نبي الله -عليه السلام- قال: "لا أركب الأرجوان ولا ألبس المعصفر، ولا ألبس القميص المكفف بالحرير، قال: وأومأ الحسن إلى جيب قميصه، قال: وقال: ألا وطيب الرجال ريح لا لون له، ألا وطيب النساء لون ولا ريح له".

                                                "الأرجوان" بضم الهمزة وضم الجيم: الصوف الأحمر، وقيل الأرجوان: الحمرة، وقيل: الشديد الحمرة، وأراد به المياثر، وقد يتخذ من ديباج وحرير، وإنما نهي عن ذلك لما فيه من السرف وليس من لباس الرجال.

                                                قوله: "ولا ألبس القميص المكفف بالحرير" وهو ما اتخذ جيبه من حرير، وكان لذيله وأكمامه كفاف منه.




                                                الخدمات العلمية