الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        6321 - حدثنا ابن أبي داود قال : ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ، قال : ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن إبراهيم حرم مكة ، وإني أحرم المدينة بمثل ما حرم .

                                                        قال : ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يعضد شجرها أو يخبط ، أو يؤخذ طيرها
                                                        .

                                                        قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى تحريم صيد المدينة ، وتحريم شجرها ، وجعلوها في ذلك كمكة في حرمة صيدها وشجرها .

                                                        [ ص: 194 ] وقالوا : من فعل من ذلك شيئا في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حل سلبه لمن وجده يفعل ذلك ، واحتجوا في ذلك بهذه الآثار .

                                                        وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا : أما ما ذكرتموه من تحريم النبي صلى الله عليه وسلم ، صيد المدينة وشجرها ، فقد كان فعل ذلك ، ليس أنه جعله كحرمة صيد مكة ، ولا كحرمة شجرها ، ولكنه أراد بذلك ، بقاء زينة المدينة ، ليستطيبوها ويألفوها .

                                                        وقد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم منع من هدم آطام المدينة ، وقال : إنها زينة المدينة .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية