الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
الثانية: nindex.php?page=treesubj&link=29091إذا وجدنا فيما نروي من أجزاء الحديث وغيرها حديثا صحيح الإسناد ولم نجده في أحد الصحيحين ولا منصوصا على صحته في شيء من مصنفات أئمة الحديث المعتمدة المشهورة فإنا لا نتجاسر على جزم الحكم بصحته فقد تعذر - في هذه الأعصار الاستقلال بإدراك الصحيح بمجرد اعتبار الأسانيد؛ لأنه ما من إسناد من ذلك إلا وتجد في رجاله من اعتمد في روايته على ما في كتابه عريا عما يشترط في الصحيح من الحفظ والضبط والإتقان.
فآل الأمر إذا في معرفة الصحيح والحسن إلى الاعتماد على ما نص عليه أئمة الحديث في تصانيفهم المعتمدة المشهورة التي يؤمن فيها - لشهرتها - من التغيير والتحريف، وصار معظم المقصود بما يتداول من الأسانيد - خارجا عن ذلك - إبقاء سلسلة الإسناد التي خصت بها هذه الأمة، زادها الله تعالى شرفا! آمين.
[ ص: 226 ] 9 - قوله: nindex.php?page=treesubj&link=29091 (إذا وجدنا فيما يروى من أجزاء الحديث وغيرها حديثا صحيح الإسناد ولم نجده في أحد الصحيحين ولا منصوصا على صحته في شيء من مصنفات أهل الحديث المعتمدة المشهورة فإنا لا نتجاسر على جزم الحكم بصحته؛ فقد تعذر في هذه الأعصار الاستقلال بإدراك الصحيح بمجرد اعتبار الأسانيد) إلى آخر كلامه.
وقد خالفه في ذلك الشيخ محيي الدين النووي، فقال: والأظهر عندي [ ص: 227 ] جوازه لمن تمكن وقويت معرفته. انتهى كلامه.
وما رجحه النووي هو الذي عليه عمل أهل الحديث، فقد صحح جماعة من المتأخرين أحاديث لم نجد لمن تقدمهم فيها تصحيحا، فمن المعاصرين nindex.php?page=showalam&ids=12795لابن الصلاح أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن القطان صاحب كتاب "بيان الوهم والإيهام" وقد صحح في كتابه المذكور عدة أحاديث.
منها: حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=63330أنه كان يتوضأ ونعلاه في رجليه، ويمسح عليهما، ويقول: كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار في مسنده، وقال ابن القطان: إنه حديث صحيح.
[ ص: 228 ] ومنها حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: nindex.php?page=hadith&LINKID=72183 "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرون الصلاة فيضعون جنوبهم، فمنهم من ينام ثم يقوم إلى الصلاة" رواه هكذا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ، وصححه ابن القطان، فقال: وهو - كما ترى - صحيح.
[ ص: 229 ] وتوفي ابن القطان هذا وهو على قضاء سجلماسة من المغرب سنة ثمان وعشرين وستمائة، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12566ابن الأبار في التكملة.
وممن صحح أيضا من المعاصرين له الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي، جمع كتابا سماه "المختارة" التزم فيه الصحة، وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها - فيما أعلم - وتوفي nindex.php?page=showalam&ids=14679الضياء المقدسي في السنة التي مات فيها nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
وصحح الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري حديثا في جزء له، جمع فيه ما ورد فيه "غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" [ ص: 230 ] وتوفي الزكي عبد العظيم سنة ست وخمسين وستمائة.
ثم صحح الطبقة التي تلي هذه أيضا، فصحح الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=679566 "ماء زمزم لما شرب له" في جزء جمعه في ذلك، أورده من رواية عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر. ومن هذه الطريق رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في "شعب الإيمان" وإنما المعروف رواية عبد الله بن المؤمل، عن nindex.php?page=showalam&ids=16920ابن المنكدر، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه، وضعفه النووي وغيره من هذا الوجه، وطريق nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أصح من طريق nindex.php?page=showalam&ids=36جابر.
[ ص: 231 ] [ ص: 232 ] ثم صححت الطبقة التي تلي هذه، وهم شيوخنا:
فصحح الشيخ تقي الدين السبكي حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في الزيارة في تصنيفه المشهور كما أخبرني به.
[ ص: 233 ] ولم يزل ذلك دأب من بلغ أهلية ذاك منهم، إلا أن منهم من لا يقبل ذاك منه، وكذا كان المتقدمون ربما صحح بعضهم شيئا، فأنكر عليه تصحيحه. والله أعلم.