الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2606 [ 1500 ] وعن جابر أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جارية هي خادمنا وسانيتنا، وأنا أطوف عليها، وأنا أكره أن تحمل. فقال: " اعزل عنها إن شئت، فإنه سيأتيها ما قدر لها". فلبث الرجل، ثم أتاه فقال: إن الجارية قد حملت. فقال: "قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها".

                                                                                              وفي رواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا عبد الله ورسوله" .


                                                                                              رواه مسلم (1439)، وأبو داود (2173). [ ص: 169 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 169 ] و (قوله: ما من كل الماء يكون الولد ) يعني: أنه ينعقد الولد في الرحم من جزء من الماء، لا يشعر العازل بخروجه؛ فيظن أنه قد عزل كل الماء، وهو إنما عزل بعضه، فيخلق الله الولد من ذلك الجزء اللطيف الذي بادر بالخروج.

                                                                                              و (قوله في حديث جابر رضي الله عنه: ( إن لي جارية هي خادمنا، وسانيتنا ) هكذا مشهور الرواية عند كافة الرواة. ويعني بالسانية: المستقية للماء. يقال: سنت الدابة، فهي سانية: إذا استقي عليها. وعند ابن الحذاء : (سايستنا): اسم فاعل من: ساس الفرس، يسوسه: إذا خدمه.

                                                                                              و (قوله: اعزل عنها إن شئت ) نص في إباحة العزل. وهو حجة لمالك ، ولمن قال بقوله على ما تقدم.

                                                                                              و ( قوله صلى الله عليه وسلم عندما قيل له: إن الجارية قد حملت: (قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها ) دليل على إلحاق الولد بمن اعترف بالوطء، وادعى العزل في الحرائر والإماء. وسببه انفلات الماء، ولا يشعر به العازل. ولم يختلف عندنا في ذلك إذا [ ص: 170 ] كان الوطء في الفرج، فإن كان في غير الفرج مما يقاربه، أو كان العزل البين؛ الذي لا شك فيه لم يلحق. وفيه حجة: على كون الأمة فراشا إذا كان الوطء.

                                                                                              و (قوله: أنا عبد الله ورسوله ) تنبيه منه على صدقه وصحة رسالته؛ كما قال عند تكثير الطعام: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله).




                                                                                              الخدمات العلمية