الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              4755 588 \ 4587 - عن الحسن -وهو البصري- عن عائشة رضي الله عنها ، أنها ذكرت النار فبكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يبكيك ؟ قالت : ذكرت النار فبكيت ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا : ، عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل؟ وعند الكتاب حين يقال : هاؤم اقرءوا كتابيه ، حتى يعلم أين يقع كتابه، أفي يمينه ، أم في شماله ، أم من وراء ظهره؟ ، وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم .

                                                              [ ص: 335 ]

                                                              التالي السابق


                                                              [ ص: 335 ] قال ابن القيم رحمه الله: وقد أخرجا في "الصحيحين"، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم : كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .

                                                              وفي "جامع الترمذي" من حديث النضر بن أنس بن مالك، عن أبيه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أن يشفع لي يوم القيامة، فقال: أنا فاعل، قال: قلت: يا رسول الله فأين أطلبك ؟ قال: اطلبني أول ما تطلبني على الصراط، قال قلت: فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال: فاطلبني عند الميزان، قال قلت: فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال: فاطلبني عند الحوض، فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن ، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

                                                              وروى الليث بن سعد، عن عامر بن يحيى المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي أنه قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يصاح برجل من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعون سجلا، كل سجل منها مد البصر، ثم يقول الله تبارك وتعالى له: أتنكر من هذا شيئا ؟ فيقول: لا يا رب، [فيقول عز وجل: ألك عذر [ ص: 336 ] أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا يا رب،] فيقول عز وجل : بلى إن لك عندنا حسنات، وإنه لا ظلم عليك، فيخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة، مع هذه السجلات ؟ فيقول: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة .

                                                              قال حمزة الكناني: لا أعلم روى هذا الحديث غير الليث بن سعد، وهو من أحسن الحديث.

                                                              قال أبو طاهر السلفي: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني قال: "أنا حضرت رجلا في المجلس، وقد زعق عند هذا [ ص: 337 ] الحديث ومات وشهدت جنازته وصليت عليه ".

                                                              قال أبو القاسم الطبراني: لا يروى هذا الحديث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به عامر بن يحيى آخر كلامه.

                                                              ورواه أبو عبد الرحمن المقري، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، ورواه، عن المقري جماعة، والحديث أخرجه ابن حبان في "صحيحه" والترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

                                                              وروى حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش أن عبد الله بن مسعود كان يجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكا من أراك، وكان في [ ص: 338 ] ساقيه دقة، فضحك القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يضحككم من دقة ساقيه ؟ والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد . رواه أبو حاتم في "صحيحه".




                                                              الخدمات العلمية