قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وما بكم من نعمة فمن الله قال
الفراء . ما بمعنى الجزاء . والباء في
[ ص: 103 ] بكم متعلقة بفعل مضمر ، تقديره : وما يكن بكم . من نعمة أي صحة جسم وسعة رزق وولد فمن الله . وقيل : المعنى وما بكم من نعمة فمن الله هي .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53ثم إذا مسكم الضر أي السقم والبلاء والقحط .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53فإليه تجأرون أي تضجون بالدعاء . يقال : جأر يجأر جؤارا . والجؤار مثل الخوار ; يقال : جأر الثور يجأر ، أي صاح . وقرأ بعضهم " عجلا جسدا له جؤار " ; حكاه
الأخفش . وجأر الرجل إلى الله ، أي تضرع بالدعاء . وقال
الأعشى يصف بقرة :
فطافت ثلاثا بين يوم وليلة وكان النكير أن تضيف وتجأرا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54ثم إذا كشف الضر عنكم أي البلاء والسقم .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54إذا فريق منكم بربهم يشركون بعد إزالة البلاء وبعد الجؤار . فمعنى الكلام التعجيب من الإشراك بعد النجاة من الهلاك ، وهذا المعنى مكرر في القرآن ، وقد تقدم في " الأنعام ويونس " ويأتي في " سبحان " وغيرهما وقال
الزجاج : هذا خاص بمن كفر .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55ليكفروا بما آتيناهم أي ليجحدوا نعمة الله التي أنعم بها عليهم من كشف الضر والبلاء . أي أشركوا ليجحدوا ، فاللام لام كي . وقيل لام العاقبة . وقيل : "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55ليكفروا بما آتيناهم " أي ليجعلوا النعمة سببا للكفر ، وكل هذا فعل خبيث ; كما قال :
والكفر مخبثة لنفس المنعم
فتمتعوا أمر تهديد . وقرأ
عبد الله " قل تمتعوا " .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فسوف تعلمون أي عاقبة أمركم .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28987قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ قَالَ
الْفَرَّاءُ . مَا بِمَعْنَى الْجَزَاءِ . وَالْبَاءُ فِي
[ ص: 103 ] بِكُمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ ، تَقْدِيرُهُ : وَمَا يَكُنْ بِكُمْ . مِنْ نِعْمَةٍ أَيْ صِحَّةِ جِسْمٍ وَسَعَةِ رِزْقٍ وَوَلَدٍ فَمِنَ اللَّهِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ هِيَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ أَيِ السَّقَمُ وَالْبَلَاءُ وَالْقَحْطُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=53فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ أَيْ تَضِجُّونَ بِالدُّعَاءِ . يُقَالُ : جَأَرَ يَجْأَرُ جُؤَارًا . وَالْجُؤَارُ مِثْلُ الْخُوَارِ ; يُقَالُ : جَأَرَ الثَّوْرُ يَجْأَرُ ، أَيْ صَاحَ . وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ " عِجْلًا جَسَدًا لَهُ جُؤَارٌ " ; حَكَاهُ
الْأَخْفَشُ . وَجَأَرَ الرَّجُلُ إِلَى اللَّهِ ، أَيْ تَضَرَّعَ بِالدُّعَاءِ . وَقَالَ
الْأَعْشَى يَصِفُ بَقَرَةً :
فَطَافَتْ ثَلَاثًا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَكَانَ النَّكِيرُ أَنْ تُضِيفَ وَتَجْأَرَا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ أَيِ الْبَلَاءَ وَالسَّقَمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=54إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ بَعْدَ إِزَالَةِ الْبَلَاءِ وَبَعْدَ الْجُؤَارِ . فَمَعْنَى الْكَلَامِ التَّعْجِيبُ مِنَ الْإِشْرَاكِ بَعْدَ النَّجَاةِ مِنَ الْهَلَاكِ ، وَهَذَا الْمَعْنَى مُكَرَّرٌ فِي الْقُرْآنِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " الْأَنْعَامِ وَيُونُسَ " وَيَأْتِي فِي " سُبْحَانَ " وَغَيْرِهِمَا وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : هَذَا خَاصٌّ بِمَنْ كَفَرَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ أَيْ لِيَجْحَدُوا نِعْمَةَ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِمْ مِنْ كَشْفِ الضُّرِّ وَالْبَلَاءِ . أَيْ أَشْرَكُوا لِيَجْحَدُوا ، فَاللَّامُ لَامُ كَيْ . وَقِيلَ لَامُ الْعَاقِبَةِ . وَقِيلَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ " أَيْ لِيَجْعَلُوا النِّعْمَةَ سَبَبًا لِلْكُفْرِ ، وَكُلُّ هَذَا فِعْلٌ خَبِيثٌ ; كَمَا قَالَ :
وَالْكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ الْمُنْعِمِ
فَتَمَتَّعُوا أَمْرُ تَهْدِيدٍ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ " قُلْ تَمَتَّعُوا " .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=55فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ أَيْ عَاقِبَةَ أَمْرِكُمْ .