nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون [ ص: 105 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يتوارى من القوم أي يختفي ويتغيب .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59من سوء ما بشر به أي من سوء الحزن والعار والحياء الذي يلحقه بسبب البنت .
أيمسكه ذكر الكناية لأنه مردود على ما .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59على هون أم يدسه في التراب أي هوان . وكذا قرأ
عيسى الثقفي " على هوان " والهون الهوان بلغة
قريش ; قاله
اليزيدي وحكاه
أبو عبيد عن
الكسائي . وقال
الفراء : هو القليل بلغة
تميم . وقال
الكسائي : هو البلاء والمشقة . وقالت
الخنساء :
نهين النفوس وهون النفو س يوم الكريهة أبقى لها
وقرأ
الأعمش " أيمسكه على سوء " ذكره
النحاس ، قال : وقرأ
الجحدري " أم يدسها في التراب " يرده على قوله : بالأنثى ويلزمه أن يقرأ " أيمسكها " . وقيل : يرجع الهوان إلى البنت ; أي أيمسكها وهي مهانة عنده . وقيل : يرجع إلى المولود له ; أيمسكه على رغم أنفه أم يدسه في التراب ، وهو ما كانوا يفعلونه من دفن البنت حية . قال
قتادة : كان
مضر وخزاعة يدفنون البنات أحياء ; وأشدهم في هذا
تميم .
زعموا خوف القهر عليهم وطمع غير الأكفاء فيهن
. وكان
صعصعة بن ناجية عم الفرزدق إذا أحس بشيء من ذلك وجه إلى والد البنت إبلا يستحييها بذلك . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق يفتخر :
وعمي الذي منع الوائدات وأحيا الوئيد فلم يوأد
وقيل : دسها إخفاؤها عن الناس حتى لا تعرف ، كالمدسوس في التراب لإخفائه عن الأبصار ; وهذا محتمل .
مسألة : ثبت في صحيح
مسلم عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835415جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها ، فسألتني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة ، فأعطيتها إياها فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ، ثم قامت فخرجت وابنتاها ، فدخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته حديثها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار . ففي هذا
[ ص: 106 ] الحديث ما يدل على أن البنات بلية ، ثم أخبر أن في الصبر عليهن والإحسان إليهن ما يقي من النار . وعن
عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835416جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها ، فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما ; فأعجبني شأنها ، فذكرت الذي صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن الله - عز وجل - قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار . وعن
أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835417من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ، خرجهما أيضا
مسلم - رحمه الله - وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12181أبو نعيم الحافظ من حديث
الأعمش عن
أبي وائل عن
عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839569من كانت له بنت فأدبها فأحسن أدبها وعلمها فأحسن تعليمها وأسبغ عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له سترا أو حجابا من النار . وخطب إلى
عقيل بن علفة ابنته
الجرباء فقال :
إني وإن سيق إلي المهر ألف وعبدان وخور عشر
أحب أصهاري إلي القبر
وقال
عبد الله بن طاهر :
لكل أبي بنت يراعي شؤونها ثلاثة أصهار إذا حمد الصهر
فبعل يراعيها وخدر يكنها وقبر يواريها وخيرهم القبر
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59ألا ساء ما يحكمون أي في إضافة البنات إلى خالقهم وإضافة البنين إليهم . نظيره
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21ألكم الذكر وله الأنثى . تلك إذا قسمة ضيزى أي جائرة ، وسيأتي .
nindex.php?page=treesubj&link=28987قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [ ص: 105 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ أَيْ يَخْتَفِي وَيَتَغَيَّبُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيْ مِنْ سُوءِ الْحُزْنِ وَالْعَارِ وَالْحَيَاءِ الَّذِي يَلْحَقُهُ بِسَبَبِ الْبِنْتِ .
أَيُمْسِكُهُ ذَكَرَ الْكِنَايَةَ لِأَنَّهُ مَرْدُودٌ عَلَى مَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَيْ هَوَانٍ . وَكَذَا قَرَأَ
عِيسَى الثَّقَفِيُّ " عَلَى هَوَانٍ " وَالْهُونُ الْهَوَانُ بِلُغَةِ
قُرَيْشٍ ; قَالَهُ
الْيَزِيدِيُّ وَحَكَاهُ
أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ
الْكِسَائِيِّ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ الْقَلِيلُ بِلُغَةِ
تَمِيمٍ . وَقَالَ
الْكِسَائِيُّ : هُوَ الْبَلَاءُ وَالْمَشَقَّةُ . وَقَالَتِ
الْخَنْسَاءُ :
نُهِينُ النُّفُوسَ وَهَوْنُ النُّفُو سِ يَوْمَ الْكَرِيهَةِ أَبْقَى لَهَا
وَقَرَأَ
الْأَعْمَشُ " أَيُمْسِكُهُ عَلَى سُوءٍ " ذَكَرَهُ
النَّحَّاسُ ، قَالَ : وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ " أَمْ يَدُسُّهَا فِي التُّرَابِ " يَرُدُّهُ عَلَى قَوْلِهِ : بِالْأُنْثَى وَيَلْزَمُهُ أَنْ يَقْرَأَ " أَيُمْسِكُهَا " . وَقِيلَ : يَرْجِعُ الْهَوَانُ إِلَى الْبِنْتِ ; أَيْ أَيُمْسِكُهَا وَهِيَ مُهَانَةٌ عِنْدَهُ . وَقِيلَ : يَرْجِعُ إِلَى الْمَوْلُودِ لَهُ ; أَيُمْسِكُهُ عَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ، وَهُوَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ مِنْ دَفْنِ الْبِنْتِ حَيَّةً . قَالَ
قَتَادَةُ : كَانَ
مُضَرُ وَخُزَاعَةُ يَدْفِنُونَ الْبَنَاتِ أَحْيَاءً ; وَأَشَدُّهُمْ فِي هَذَا
تَمِيمٌ .
زَعَمُوا خَوْفَ الْقَهْرِ عَلَيْهِمْ وَطَمَعَ غَيْرِ الْأَكْفَاءِ فِيهِنَّ
. وَكَانَ
صَعْصَعَةُ بْنُ نَاجِيَةَ عَمُّ الْفَرَزْدَقِ إِذَا أَحَسَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَجَّهَ إِلَى وَالِدِ الْبِنْتِ إِبِلًا يَسْتَحْيِيهَا بِذَلِكَ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقُ يَفْتَخِرُ :
وَعَمِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ وَأَحْيَا الْوَئِيدَ فَلَمْ يُوأَدِ
وَقِيلَ : دَسُّهَا إِخْفَاؤُهَا عَنِ النَّاسِ حَتَّى لَا تُعْرَفَ ، كَالْمَدْسُوسِ فِي التُّرَابِ لِإِخْفَائِهِ عَنِ الْأَبْصَارِ ; وَهَذَا مُحْتَمَلٌ .
مَسْأَلَةٌ : ثَبَتَ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835415جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا ، فَسَأَلَتْنِي فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا فَأَخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا ، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ وَابْنَتَاهَا ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ . فَفِي هَذَا
[ ص: 106 ] الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْبَنَاتِ بَلِيَّةٌ ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَيْهِنَّ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِنَّ مَا يَقِي مِنَ النَّارِ . وَعَنْ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّهَا قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835416جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا ، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً ، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا ; فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا ، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ . وَعَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835417مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ، خَرَّجَهُمَا أَيْضًا
مُسْلِمٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَخَرَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12181أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ مِنْ حَدِيثِ
الْأَعْمَشِ عَنْ
أَبِي وَائِلٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839569مَنْ كَانَتْ لَهُ بِنْتٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا وَأَسْبَغَ عَلَيْهَا مِنْ نِعَمِ اللَّهِ الَّتِي أَسْبَغَ عَلَيْهِ كَانَتْ لَهُ سِتْرًا أَوْ حِجَابًا مِنَ النَّارِ . وَخُطِبَ إِلَى
عَقِيلِ بْنِ عُلْفَةَ ابْنَتُهُ
الْجَرْبَاءُ فَقَالَ :
إِنِّي وَإِنْ سِيقَ إِلَيَّ الْمَهْرُ أَلْفٌ وَعُبْدَانٌ وَخُورٌ عَشْرُ
أَحَبُّ أَصْهَارِي إِلَيَّ الْقَبْرُ
وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ :
لِكُلِّ أَبِي بِنْتٍ يُرَاعِي شُؤُونَهَا ثَلَاثَةُ أَصْهَارٍ إِذَا حُمِدَ الصِّهْرُ
فَبَعْلٌ يُرَاعِيهَا وَخِدْرٌ يُكِنُّهَا وَقَبْرٌ يُوَارِيهَا وَخَيْرُهُمُ الْقَبْرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ أَيْ فِي إِضَافَةِ الْبَنَاتِ إِلَى خَالِقِهِمْ وَإِضَافَةِ الْبَنِينَ إِلَيْهِمْ . نَظِيرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=21أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى . تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى أَيْ جَائِرَةٌ ، وَسَيَأْتِي .