nindex.php?page=treesubj&link=32285قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون فيه ثلاث مسائل :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68وأوحى ربك إلى النحل قد مضى القول في الوحي وأنه قد يكون بمعنى الإلهام ، وهو ما يخلقه الله - تعالى - في القلب ابتداء من غير سبب ظاهر ، وهو من قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=7ونفس وما سواها .
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فألهمها فجورها وتقواها . ومن ذلك البهائم وما يخلق الله سبحانه فيها من درك منافعها واجتناب مضارها وتدبير معاشها . وقد أخبر - عز وجل - بذلك عن الموات فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=4تحدث أخبارها .
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بأن ربك أوحى لها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي . لله - عز وجل - في الموات قدرة لم يدر ما هي ، لم يأتها رسول من عند الله ولكن الله - تعالى - عرفها ذلك ; أي ألهمها . ولا خلاف بين المتأولين أن الوحي هنا بمعنى الإلهام . وقرأ
يحيى بن وثاب "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68إلى النحل " بفتح الحاء . وسمي نحلا لأن الله - عز وجل - نحله العسل الذي يخرج منه ; قاله
الزجاج .
الجوهري : والنحل والنحلة الدبر يقع على الذكر والأنثى ، حتى يقال : يعسوب . والنحل يؤنث في لغة
أهل الحجاز ، وكل جمع ليس بينه وبين واحده إلا الهاء . وروي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
الذبان كلها في النار يجعلها عذابا لأهل النار إلا النحل ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14155الترمذي الحكيم في نوادر الأصول . وروي عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835432نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن nindex.php?page=treesubj&link=16855_16857_26239قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد ، خرجه
أبو داود أيضا ، وسيأتي في [ النمل ] إن شاء الله - تعالى - .
الثانية : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون هذا إذا لم يكن لها مالك . وجعل الله بيوت النحل في هذه الثلاثة الأنواع ، إما في الجبال
[ ص: 122 ] وكواها ، وإما في متجوف الأشجار ، وإما فيما يعرش ابن
آدم من الأجباح والخلايا والحيطان وغيرها . وعرش معناه هنا هيأ ، وأكثر ما يستعمل فيما يكون من إتقان الأغصان والخشب وترتيب ظلالها ; ومنه العريش الذي صنع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر ، ومن هذا لفظة العرش . يقال : عرش يعرش ويعرش [ بكسر الراء وضمها ] ، وقرئ بهما . قرأ
ابن عامر بالضم وسائرهم بالكسر ، واختلف في ذلك عن
عاصم .
الثالثة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : ومن عجيب ما خلق الله في النحل أن ألهمها لاتخاذ بيوتها مسدسة ، فبذلك اتصلت حتى صارت كالقطعة الواحدة ، وذلك أن الأشكال من المثلث إلى المعشر إذا جمع كل واحد منها إلى أمثاله لم يتصل وجاءت بينهما فرج ، إلا الشكل المسدس ; فإنه إذا جمع إلى أمثاله اتصل كأنه كالقطعة الواحدة .
nindex.php?page=treesubj&link=32285قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ فِيهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28987قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ قَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي الْوَحْيِ وَأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْإِلْهَامِ ، وَهُوَ مَا يَخْلُقُهُ اللَّهُ - تَعَالَى - فِي الْقَلْبِ ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ ظَاهِرٍ ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=7وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا . وَمِنْ ذَلِكَ الْبَهَائِمُ وَمَا يَخْلُقُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِيهَا مِنْ دَرْكِ مَنَافِعِهَا وَاجْتِنَابِ مَضَارِّهَا وَتَدْبِيرِ مَعَاشِهَا . وَقَدْ أَخْبَرَ - عَزَّ وَجَلَّ - بِذَلِكَ عَنِ الْمَوَاتِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=4تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12352إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ . لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي الْمَوَاتِ قُدْرَةٌ لَمْ يُدْرَ مَا هِيَ ، لَمْ يَأْتِهَا رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَلَكِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - عَرَّفَهَا ذَلِكَ ; أَيْ أَلْهَمَهَا . وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُتَأَوِّلِينَ أَنَّ الْوَحْيَ هُنَا بِمَعْنَى الْإِلْهَامِ . وَقَرَأَ
يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ "
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68إِلَى النَّحَلِ " بِفَتْحِ الْحَاءِ . وَسُمِّيَ نَحَلًا لِأَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - نَحَلَهُ الْعَسَلَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ ; قَالَهُ
الزَّجَّاجُ .
الْجَوْهَرِيُّ : وَالنَّحْلُ وَالنَّحْلَةُ الدَّبْرُ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ، حَتَّى يُقَالَ : يَعْسُوبٌ . وَالنَّحْلُ يُؤَنَّثُ فِي لُغَةِ
أَهْلِ الْحِجَازِ ، وَكُلُّ جَمْعٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ إِلَّا الْهَاءُ . وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
الذِّبَّانُ كُلُّهَا فِي النَّارِ يَجْعَلُهَا عَذَابًا لِأَهْلِ النَّارِ إِلَّا النَّحْلَ ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14155التِّرْمِذِيُّ الْحَكِيمُ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ . وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835432نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ nindex.php?page=treesubj&link=16855_16857_26239قَتْلِ النَّمْلَةِ وَالنَّحْلَةِ وَالْهُدْهُدِ وَالصُّرَدِ ، خَرَّجَهُ
أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا ، وَسَيَأْتِي فِي [ النَّمْلِ ] إِنْ شَاءَ اللَّهُ - تَعَالَى - .
الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ هَذَا إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا مَالِكٌ . وَجَعَلَ اللَّهُ بُيُوتَ النَّحْلِ فِي هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْأَنْوَاعِ ، إِمَّا فِي الْجِبَالِ
[ ص: 122 ] وَكِوَاهَا ، وَإِمَّا فِي مُتَجَوِّفِ الْأَشْجَارِ ، وَإِمَّا فِيمَا يَعْرِشُ ابْنُ
آدَمَ مِنَ الْأَجْبَاحِ وَالْخَلَايَا وَالْحِيطَانِ وَغَيْرِهَا . وَعَرَشَ مَعْنَاهُ هُنَا هَيَّأَ ، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِيمَا يَكُونُ مِنْ إِتْقَانِ الْأَغْصَانِ وَالْخَشَبِ وَتَرْتِيبِ ظِلَالِهَا ; وَمِنْهُ الْعَرِيشُ الَّذِي صُنِعَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ بَدْرٍ ، وَمِنْ هَذَا لَفْظَةُ الْعَرْشِ . يُقَالُ : عَرَشَ يَعْرِشُ وَيَعْرُشُ [ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا ] ، وَقُرِئَ بِهِمَا . قَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ بِالضَّمِّ وَسَائِرَهُمْ بِالْكَسْرِ ، وَاخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ عَنْ
عَاصِمٍ .
الثَّالِثَةُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ : وَمِنْ عَجِيبِ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي النَّحْلِ أَنْ أَلْهَمَهَا لِاتِّخَاذِ بُيُوتِهَا مُسَدَّسَةً ، فَبِذَلِكَ اتَّصَلَتْ حَتَّى صَارَتْ كَالْقِطْعَةِ الْوَاحِدَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْأَشْكَالَ مِنَ الْمُثَلَّثِ إِلَى الْمُعَشَّرِ إِذَا جُمِعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا إِلَى أَمْثَالِهِ لَمْ يَتَّصِلْ وَجَاءَتْ بَيْنَهُمَا فُرَجٌ ، إِلَّا الشَّكْلَ الْمُسَدَّسَ ; فَإِنَّهُ إِذَا جُمِعَ إِلَى أَمْثَالِهِ اتَّصَلَ كَأَنَّهُ كَالْقِطْعَةِ الْوَاحِدَةِ .