قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون nindex.php?page=treesubj&link=18536_18085نهى عن الرشا وأخذ الأموال على نقض العهد ; أي لا تنقضوا عهودكم لعرض قليل من الدنيا . وإنما كان قليلا وإن كثر لأنه مما يزول ، فهو على التحقيق قليل ، وقيل : إن هذه الآية ولا تشتروا نزلت في
امرئ القيس بن عابس الكندي وخصمه
ابن أسوع ، اختصما في أرض فأراد
امرؤ القيس أن يحلف فلما سمع هذه الآية نكل وأقر له بحقه ; والله أعلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96ما عندكم ينفد وما عند الله باق فبين الفرق بين حال الدنيا وحال الآخرة بأن هذه تنفد وتحول ، وما عند الله من مواهب فضله ونعيم جنته ثابت لا يزول لمن وفى بالعهد وثبت على العقد . ولقد أحسن من قال :
المال ينفد حله وحرامه يوما وتبقى في غد آثامه ليس التقي بمتق لإلهه
حتى يطيب شرابه وطعامه
آخر :
هب الدنيا تساق إليك عفوا أليس مصير ذاك إلى انتقال
وما دنياك إلا مثل فيء أظلك ثم آذن بالزوال
[ ص: 158 ] nindex.php?page=treesubj&link=28987قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96ولنجزين الذين صبروا أي على الإسلام والطاعات وعن المعاصي .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون أي من الطاعات ، وجعلها أحسن لأن ما عداها من الحسن مباح ، والجزاء إنما يكون على الطاعات من حيث الوعد من الله . وقرأ
عاصم وابن كثير ولنجزين بالنون على التعظيم . الباقون بالياء .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28987قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=18536_18085نَهَى عَنِ الرُّشَا وَأَخْذِ الْأَمْوَالِ عَلَى نَقْضِ الْعَهْدِ ; أَيْ لَا تَنْقُضُوا عُهُودَكُمْ لِعَرَضٍ قَلِيلٍ مِنَ الدُّنْيَا . وَإِنَّمَا كَانَ قَلِيلًا وَإِنْ كَثُرَ لِأَنَّهُ مِمَّا يَزُولُ ، فَهُوَ عَلَى التَّحْقِيقِ قَلِيلٌ ، وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ وَلَا تَشْتَرُوا نَزَلَتْ فِي
امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَابِسٍ الْكِنْدِيِّ وَخَصْمِهِ
ابْنِ أَسْوعَ ، اخْتَصَمَا فِي أَرْضٍ فَأَرَادَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ أَنْ يَحْلِفَ فَلَمَّا سَمِعَ هَذِهِ الْآيَةَ نَكَلَ وَأَقَرَّ لَهُ بِحَقِّهِ ; وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ فَبَيَّنَ الْفَرْقَ بَيْنَ حَالِ الدُّنْيَا وَحَالِ الْآخِرَةِ بِأَنَّ هَذِهِ تَنْفَدُ وَتُحَوَّلُ ، وَمَا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مَوَاهِبِ فَضْلِهِ وَنَعِيمِ جَنَّتِهِ ثَابِتٌ لَا يَزُولُ لِمَنْ وَفَّى بِالْعَهْدِ وَثَبَتَ عَلَى الْعَقْدِ . وَلَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ قَالَ :
الْمَالُ يَنْفَدُ حِلُّهُ وَحَرَامُهُ يَوْمًا وَتَبْقَى فِي غَدٍ آثَامُهُ لَيْسَ التَّقِيُّ بِمُتَّقٍ لِإِلَهِهِ
حَتَّى يَطِيبَ شَرَابُهُ وَطَعَامُهُ
آخَرُ :
هَبِ الدُّنْيَا تُسَاقُ إِلَيْكَ عَفْوًا أَلَيْسَ مَصِيرُ ذَاكَ إِلَى انْتِقَالِ
وَمَا دُنْيَاكَ إِلَّا مِثْلُ فَيْءٍ أَظَلَّكَ ثُمَّ آذَنَ بِالزَّوَالِ
[ ص: 158 ] nindex.php?page=treesubj&link=28987قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَيْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالطَّاعَاتِ وَعَنِ الْمَعَاصِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أَيْ مِنَ الطَّاعَاتِ ، وَجَعَلَهَا أَحْسَنَ لِأَنَّ مَا عَدَاهَا مِنَ الْحُسْنِ مُبَاحٌ ، وَالْجَزَاءُ إِنَّمَا يَكُونُ عَلَى الطَّاعَاتِ مِنْ حَيْثُ الْوَعْدِ مِنَ اللَّهِ . وَقَرَأَ
عَاصِمٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَلَنَجْزِيَنَّ بِالنُّونِ عَلَى التَّعْظِيمِ . الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ .