nindex.php?page=treesubj&link=29005قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15لقد كان لسبأ في مسكنهم آية قرأ
نافع وغيره بالصرف والتنوين على أنه اسم حي ، وهو في الأصل اسم رجل ; جاء بذلك التوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم روى
الترمذي قال : حدثنا
أبو كريب nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد قالا حدثنا
أبو أسامة عن
الحسن بن الحكم النخعي قال حدثنا
أبو سبرة النخعي عن
فروة بن مسيك المرادي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832420أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم ; فأذن لي في قتالهم وأمرني ; فلما خرجت من عنده سأل عني : ما فعل الغطيفي ؟ فأخبر أني قد سرت ، قال : فأرسل في أثري فردني فأتيته وهو في نفر من أصحابه فقال : ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك ; قال : وأنزل في سبأ ما أنزل ; فقال رجل : يا رسول الله ، وما سبأ ؟ أرض أو امرأة ؟ قال : ليس بأرض ولا بامرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة . فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة . وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير وكندة ومذحج وأنمار . فقال رجل : يا رسول الله وما أنمار ؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة . وروي هذا عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال
أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو (
لسبأ ) بغير صرف ، جعله اسما للقبيلة ، وهو اختيار
أبي عبيد ، واستدل على أنه اسم قبيلة بأن بعده ( في مساكنهم ) .
النحاس : ولو كان كما قال لكان في مساكنها . وقد مضى في ( النمل ) زيادة بيان لهذا المعنى . وقال الشاعر في الصرف :
[ ص: 256 ] الواردون وتيم في ذرى سبأ قد عض أعناقهم جلد الجواميس
وقال آخر في غير الصرف :
من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيلها العرما
وقرأ
قنبل nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة والجحدري ( لسبأ ) بإسكان الهمزة . ( في مساكنهم ) قراءة العامة على الجمع ، وهي اختيار
أبي عبيد وأبي حاتم ; لأن لهم مساكن كثيرة وليس بمسكن واحد . وقرأ
إبراهيم وحمزة وحفص ( مسكنهم ) موحدا ، إلا أنهم فتحوا الكاف . وقرأ يحيى
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي موحدا كذلك ، إلا أنهم كسروا الكاف . قال
النحاس : والساكن في هذا أبين ; لأنه يجمع اللفظ والمعنى ، فإذا قلت ( مسكنهم ) كان فيه تقديران : أحدهما : أن يكون واحدا يؤدي عن الجمع . والآخر : أن يكون مصدرا لا يثنى ولا يجمع ; كما قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=7ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فجاء بالسمع موحدا . وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55مقعد صدق و ( مسكن ) مثل مسجد ، خارج عن القياس ، ولا يوجد مثله إلا سماعا . ( آية ) اسم كان ، أي علامة دالة على قدرة الله تعالى على أن لهم خالقا خلقهم ، وأن كل الخلائق لو اجتمعوا على أن يخرجوا من الخشبة ثمرة لم يمكنهم ذلك ، ولم يهتدوا إلى اختلاف أجناس الثمار وألوانها وطعومها وروائحها وأزهارها ، وفي ذلك ما يدل على أنها لا تكون إلا من عالم قادر .
جنتان يجوز أن يكون بدلا من ( آية ) ، ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف ، فيوقف على هذا الوجه على آية وليس بتمام . قال
الزجاج : أي الآية جنتان ، فجنتان رفع لأنه خبر ابتداء محذوف . وقال
الفراء : رفع تفسيرا للآية ، ويجوز أن تنصب ( آية ) على أنها خبر كان ، ويجوز أن تنصب الجنتين على الخبر أيضا في غير القرآن . وقال
عبد الرحمن بن زيد : إن الآية التي كانت لأهل
سبأ في مساكنهم أنهم لم يروا فيها بعوضة قط ولا ذبابا ولا برغوثا ولا قملة ولا عقربا ولا حية ولا غيرها من الهوام ، وإذا جاءهم الركب في ثيابهم القمل والدواب فإذا نظروا إلى بيوتهم ماتت الدواب . وقيل : إن الآية هي الجنتان ، كانت المرأة تمشي فيهما وعلى رأسها مكتل فيمتلئ من أنواع الفواكه من غير أن تمسها بيدها ; قاله
قتادة . وروي أن الجنتين كانتا بين جبلين
باليمن . قال
سفيان : وجد فيهما قصران مكتوب على أحدهما : نحن بنينا سلحين في سبعين خريفا دائبين ، وعلى الآخر مكتوب : نحن بنينا صرواح ، مقيل ومراح ; فكانت إحدى الجنتين عن يمين الوادي والأخرى عن شماله . قال
القشيري : ولم يرد جنتين اثنتين بل أراد من الجنتين يمنة ويسرة ; أي كانت بلادهم ذات بساتين
[ ص: 257 ] وأشجار وثمار ; تستتر الناس بظلالها .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15كلوا من رزق ربكم أي قيل لهم كلوا ، ولم يكن ثم أمر ، ولكنهم تمكنوا من تلك النعم . وقيل : أي قالت الرسل لهم قد أباح الله تعالى لكم ذلك ; أي أباح لكم هذه النعم فاشكروه بالطاعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15من رزق ربكم أي من ثمار الجنتين . ( واشكروا له ) يعني على ما رزقكم .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15بلدة طيبة هذا كلام مستأنف ; أي هذه بلدة طيبة أي كثيرة الثمار . وقيل : غير سبخة . وقيل : طيبة ليس فيها هوام لطيب هوائها . قال
مجاهد : هي
صنعاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15ورب غفور أي والمنعم بها عليكم رب غفور يستر ذنوبكم ، فجمع لهم بين مغفرة ذنوبهم وطيب بلدهم ولم يجمع ذلك لجميع خلقه . وقيل : إنما ذكر المغفرة مشيرا إلى أن الرزق قد يكون فيه حرام . وقد مضى القول في هذا في أول ( البقرة ) . وقيل : إنما امتن عليهم بعفوه عن عذاب الاستئصال بتكذيب من كذبوه من سالف الأنبياء إلى أن استداموا الإصرار فاستؤصلوا .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ قَرَأَ
نَافِعٌ وَغَيْرُهُ بِالصَّرْفِ وَالتَّنْوِينِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ حَيٍّ ، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ اسْمُ رَجُلٍ ; جَاءَ بِذَلِكَ التَّوْقِيفُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَى
التِّرْمِذِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا
أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ عَنْ
فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيَّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832420أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ ; فَأَذِنَ لِي فِي قِتَالِهِمْ وَأَمَّرَنِي ; فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ سَأَلَ عَنِّي : مَا فَعَلَ الْغُطَيْفِيُّ ؟ فَأُخْبِرَ أَنِّي قَدْ سِرْتُ ، قَالَ : فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِي فَرَدَّنِي فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : ادْعُ الْقَوْمَ فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ فَاقْبَلْ مِنْهُ ، وَمَنْ لَمْ يُسْلِمْ فَلَا تَعْجَلْ حَتَّى أُحْدِثَ إِلَيْكَ ; قَالَ : وَأُنْزِلَ فِي سَبَأٍ مَا أُنْزِلَ ; فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا سَبَأٌ ؟ أَرْضٌ أَوِ امْرَأَةٌ ؟ قَالَ : لَيْسَ بِأَرْضٍ وَلَا بِامْرَأَةٍ وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشَرَةً مِنَ الْعَرَبِ فَتَيَامَنَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ وَتَشَاءَمَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ . فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا فَلَخْمُ وَجُذَامُ وَغَسَّانُ وَعَامِلَةُ . وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا فَالْأَزْدُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ وَحِمْيَرُ وَكِنْدَةُ وَمَذْحِجُ وَأَنْمَارُ . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا أَنْمَارُ ؟ قَالَ : الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمُ وَبَجِيلَةُ . وَرُوِيَ هَذَا عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ
أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو (
لِسَبَأَ ) بِغَيْرِ صَرْفٍ ، جَعَلَهُ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ
أَبِي عُبَيْدٍ ، وَاسْتَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ قَبِيلَةٍ بِأَنَّ بَعْدَهُ ( فِي مَسَاكِنِهِمْ ) .
النَّحَّاسُ : وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ لَكَانَ فِي مَسَاكِنِهَا . وَقَدْ مَضَى فِي ( النَّمْلِ ) زِيَادَةُ بَيَانٍ لِهَذَا الْمَعْنَى . وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي الصَّرْفِ :
[ ص: 256 ] الْوَارِدُونَ وَتَيْمٌ فِي ذُرَى سَبَأٍ قَدْ عَضَّ أَعْنَاقَهُمْ جِلْدُ الْجَوَامِيسِ
وَقَالَ آخَرُ فِي غَيْرِ الصَّرْفِ :
مِنْ سَبَأَ الْحَاضِرِينَ مَأْرِبَ إِذْ يَبْنُونَ مِنْ دُونِ سَيْلِهَا الْعَرِمَا
وَقَرَأَ
قُنْبُلُ nindex.php?page=showalam&ids=11990وَأَبُو حَنِيفَةَ وَالْجَحْدَرِيُّ ( لِسَبَأْ ) بِإِسْكَانِ الْهَمْزَةِ . ( فِي مَسَاكِنِهِمْ ) قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ عَلَى الْجَمْعِ ، وَهِيَ اخْتِيَارُ
أَبِي عُبَيْدٍ وَأَبِي حَاتِمٍ ; لِأَنَّ لَهُمْ مَسَاكِنَ كَثِيرَةً وَلَيْسَ بِمَسْكَنٍ وَاحِدٍ . وَقَرَأَ
إِبْرَاهِيمُ وَحَمْزَةُ وَحَفْصٌ ( مَسْكَنِهِمْ ) مُوَحَّدًا ، إِلَّا أَنَّهُمْ فَتَحُوا الْكَافَ . وَقَرَأَ يَحْيَى
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ مُوَحَّدًا كَذَلِكَ ، إِلَّا أَنَّهُمْ كَسَرُوا الْكَافَ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَالسَّاكِنُ فِي هَذَا أَبْيَنُ ; لِأَنَّهُ يَجْمَعُ اللَّفْظَ وَالْمَعْنَى ، فَإِذَا قُلْتُ ( مَسْكَنِهِمْ ) كَانَ فِيهِ تَقْدِيرَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ وَاحِدًا يُؤَدِّي عَنِ الْجَمْعِ . وَالْآخَرُ : أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ ; كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=7خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ فَجَاءَ بِالسَّمْعِ مُوَحَّدًا . وَكَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=55مَقْعَدِ صِدْقٍ وَ ( مَسْكِنٌ ) مِثْلُ مَسْجِدٍ ، خَارِجٌ عَنِ الْقِيَاسِ ، وَلَا يُوجَدُ مِثْلُهُ إِلَّا سَمَاعًا . ( آيَةٌ ) اسْمُ كَانَ ، أَيْ عَلَامَةٌ دَالَّةٌ عَلَى قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَنَّ لَهُمْ خَالِقًا خَلَقَهُمْ ، وَأَنَّ كُلَّ الْخَلَائِقِ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ الْخَشَبَةِ ثَمَرَةً لَمْ يُمْكِنْهُمْ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَهْتَدُوا إِلَى اخْتِلَافِ أَجْنَاسِ الثِّمَارِ وَأَلْوَانِهَا وَطُعُومِهَا وَرَوَائِحِهَا وَأَزْهَارِهَا ، وَفِي ذَلِكَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا لَا تَكُونُ إِلَّا مِنْ عَالِمٍ قَادِرٍ .
جَنَّتَانِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ ( آيَةٌ ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ ابْتِدَاءٍ مَحْذُوفٍ ، فَيُوقَفُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ عَلَى آيَةٍ وَلَيْسَ بِتَمَامٍ . قَالَ
الزَّجَّاجُ : أَيِ الْآيَةُ جَنَّتَانِ ، فَجَنَّتَانِ رُفِعَ لِأَنَّهُ خَبَرُ ابْتِدَاءٍ مَحْذُوفٍ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : رُفِعَ تَفْسِيرًا لِلْآيَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَنْصِبَ ( آيَةٌ ) عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ كَانَ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَنْصِبَ الْجَنَّتَيْنِ عَلَى الْخَبَرِ أَيْضًا فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ . وَقَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ : إِنَّ الْآيَةَ الَّتِي كَانَتْ لِأَهْلِ
سَبَأٍ فِي مَسَاكِنِهِمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا فِيهَا بَعُوضَةً قَطُّ وَلَا ذُبَابًا وَلَا بُرْغُوثًا وَلَا قَمْلَةً وَلَا عَقْرَبًا وَلَا حَيَّةً وَلَا غَيْرَهَا مِنَ الْهَوَامِّ ، وَإِذَا جَاءَهُمُ الرَّكْبُ فِي ثِيَابِهِمُ الْقَمْلُ وَالدَّوَابُّ فَإِذَا نَظَرُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ مَاتَتِ الدَّوَابُّ . وَقِيلَ : إِنَّ الْآيَةَ هِيَ الْجَنَّتَانِ ، كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَمْشِي فِيهِمَا وَعَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلٌ فَيَمْتَلِئُ مِنْ أَنْوَاعِ الْفَوَاكِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَمَسَّهَا بِيَدِهَا ; قَالَهُ
قَتَادَةُ . وَرُوِيَ أَنَّ الْجَنَّتَيْنِ كَانَتَا بَيْنَ جَبَلَيْنِ
بِالْيَمَنِ . قَالَ
سُفْيَانُ : وُجِدَ فِيهِمَا قَصْرَانِ مَكْتُوبٌ عَلَى أَحَدِهِمَا : نَحْنُ بَنَيْنَا سَلْحِينَ فِي سَبْعِينَ خَرِيفًا دَائِبِينَ ، وَعَلَى الْآخَرِ مَكْتُوبٌ : نَحْنُ بَنَيْنَا صِرْوَاحَ ، مَقِيلَ وَمَرَاحَ ; فَكَانَتْ إِحْدَى الْجَنَّتَيْنِ عَنْ يَمِينِ الْوَادِي وَالْأُخْرَى عَنْ شِمَالِهِ . قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : وَلَمْ يُرِدْ جَنَّتَيْنِ اثْنَتَيْنِ بَلْ أَرَادَ مِنَ الْجَنَّتَيْنِ يَمْنَةً وَيَسْرَةً ; أَيْ كَانَتْ بِلَادُهُمْ ذَاتَ بَسَاتِينَ
[ ص: 257 ] وَأَشْجَارٍ وَثِمَارٍ ; تَسْتَتِرُ النَّاسُ بِظِلَالِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ أَيْ قِيلَ لَهُمْ كُلُوا ، وَلَمْ يَكُنْ ثَمَّ أَمْرٌ ، وَلَكِنَّهُمْ تَمَكَّنُوا مِنْ تِلْكَ النِّعَمِ . وَقِيلَ : أَيْ قَالَتِ الرُّسُلُ لَهُمْ قَدْ أَبَاحَ اللَّهُ تَعَالَى لَكُمْ ذَلِكَ ; أَيْ أَبَاحَ لَكُمْ هَذِهِ النِّعَمَ فَاشْكُرُوهُ بِالطَّاعَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ أَيْ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّتَيْنِ . ( وَاشْكُرُوا لَهُ ) يَعْنِي عَلَى مَا رَزَقَكُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ هَذَا كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ ; أَيْ هَذِهِ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ أَيْ كَثِيرَةُ الثِّمَارِ . وَقِيلَ : غَيْرُ سَبْخَةٍ . وَقِيلَ : طَيِّبَةٌ لَيْسَ فِيهَا هَوَامٌّ لِطِيبِ هَوَائِهَا . قَالَ
مُجَاهِدٌ : هِيَ
صَنْعَاءُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15وَرَبٌّ غَفُورٌ أَيْ وَالْمُنْعِمُ بِهَا عَلَيْكُمْ رَبٌّ غَفُورٌ يَسْتُرُ ذُنُوبَكُمْ ، فَجَمَعَ لَهُمْ بَيْنَ مَغْفِرَةِ ذُنُوبِهِمْ وَطِيبِ بَلَدِهِمْ وَلَمْ يَجْمَعْ ذَلِكَ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ . وَقِيلَ : إِنَّمَا ذَكَرَ الْمَغْفِرَةَ مُشِيرًا إِلَى أَنَّ الرِّزْقَ قَدْ يَكُونُ فِيهِ حَرَامٌ . وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي هَذَا فِي أَوَّلِ ( الْبَقَرَةِ ) . وَقِيلَ : إِنَّمَا امْتَنَّ عَلَيْهِمْ بِعَفْوِهِ عَنْ عَذَابِ الِاسْتِئْصَالِ بِتَكْذِيبِ مَنْ كَذَّبُوهُ مِنْ سَالِفِ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى أَنِ اسْتَدَامُوا الْإِصْرَارَ فَاسْتُؤْصِلُوا .