nindex.php?page=treesubj&link=29005قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل .
قوله تعالى : ( فأعرضوا ) يعني عن أمره واتباع رسله بعد أن كانوا مسلمين قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ووهب : بعث إلى
أهل سبأ ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم . قال
القشيري : وكان لهم رئيس يلقب بالحمار ، وكانوا في زمن الفترة بين
عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : كان له ولد فمات فرفع رأسه إلى السماء فبزق وكفر ; ولهذا يقال : أكفر من حمار . وقال
الجوهري : وقولهم ( أكفر من حمار ) هو رجل من عاد مات له أولاد فكفر كفرا عظيما ، فلا يمر بأرضه أحد إلا دعاه إلى الكفر ، فإن أجابه وإلا قتله . ثم لما سال السيل بجنتيهم تفرقوا في البلاد ; على ما يأتي بيانه . ولهذا قيل في المثل : ( تفرقوا أيادي سبأ ) . وقيل :
الأوس والخزرج منهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16فأرسلنا عليهم سيل العرم و ( العرم ) فيما روي عن
ابن عباس : السد ؛ فالتقدير : سيل السد العرم . وقال
عطاء : ( العرم ) اسم الوادي .
قتادة : ( العرم )
وادي سبأ ; كانت تجتمع إليه مسايل من الأودية ، قيل من البحر وأودية
اليمن ; فردموا ردما بين جبلين وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض ، فكانوا يسقون من الأعلى ثم من الثاني ثم من الثالث على قدر حاجاتهم ; فأخصبوا وكثرت أموالهم ، فلما كذبوا الرسل سلط الله عليهم الفأر فنقب الردم . قال
وهب : كانوا يزعمون أنهم يجدون في علمهم وكهانتهم أنه يخرب سدهم فأرة فلم يتركوا فرجة بين صخرتين إلا ربطوا إلى جانبها هرة ; فلما جاء ما أراد الله تعالى بهم أقبلت فأرة حمراء إلى بعض
[ ص: 258 ] تلك الهرر فساورتها حتى استأخرت عن الصخرة ودخلت في الفرجة التي كانت عندها ونقبت السد حتى أوهنته للسيل وهم لا يدرون ; فلما جاء السيل دخل تلك الخلل حتى بلغ السد وفاض الماء على أموالهم فغرقها ودفن بيوتهم . وقال
الزجاج : ( العرم ) اسم الجرذ الذي نقب السكر عليهم ، وهو الذي يقال له الخلد - وقاله
قتادة أيضا - فنسب السيل إليه لأنه بسببه . وقد قال
ابن الأعرابي أيضا : ( العرم ) من أسماء الفأر . وقال
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16406وابن أبي نجيح : ( العرم ) ماء أحمر أرسله الله تعالى في السد فشقه وهدمه .
وعن
ابن عباس أيضا أن ( العرم ) المطر الشديد . وقيل ( العرم ) بسكون الراء . وعن
الضحاك كانوا في الفترة بين
عيسى ومحمد عليهما السلام . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12171عمرو بن شرحبيل : ( العرم ) المسناة ; وقاله
الجوهري ، قال : ولا واحد لها من لفظها ، ويقال واحدها عرمة . وقال
محمد بن يزيد : ( العرم ) كل شيء حاجز بين شيئين ، وهو الذي يسمى السكر ، وهو جمع عرمة .
النحاس : وما يجتمع من مطر بين جبلين وفي وجهه مسناة فهو العرم ، والمسناة هي التي يسميها
أهل مصر الجسر ; فكانوا يفتحونها إذا شاءوا فإذا رويت جنتاهم سدوها . قال
الهروي : المسناة الضفيرة تبنى للسيل ترده ، سميت مسناة لأن فيها مفاتح الماء . وروي أن العرم سد بنته
بلقيس صاحبة
سليمان عليه الصلاة والسلام ، وهو المسناة بلغة
حمير ، بنته بالصخر والقار ، وجعلت له أبوابا ثلاثة بعضها فوق بعض ، وهو مشتق من العرامة وهي الشدة ، ومنه : رجل عارم ، أي شديد ، وعرمت العظم أعرمه وأعرمه عرما إذا عرقته ، وكذلك عرمت الإبل الشجر أي نالت منه . والعرام بالضم : العراق من العظم والشجر . وتعرمت العظم تعرقته . وصبي عارم بين العرام ( بالضم ) أي شرس . وقد عرم يعرم ويعرم عرامة ( بالفتح ) . والعرم العارم ; عن
الجوهري .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وقرأ
أبو عمرو ( أكل خمط ) بغير تنوين مضافا . قال أهل التفسير والخليل : الخمط الأراك .
الجوهري : الخمط ضرب من الأراك له حمل يؤكل . وقال
أبو عبيدة : هو كل شجر ذي شوك فيه مرارة .
الزجاج : كل نبت فيه مرارة لا يمكن أكله .
المبرد : الخمط كل ما تغير إلى ما لا يشتهى . واللبن خمط إذا حمض . والأولى عنده في القراءة
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16ذواتي أكل خمط بالتنوين على أنه نعت ل ( أكل ) أو بدل منه ; لأن الأكل هو الخمط بعينه عنده ، فأما الإضافة فباب جوازها أن يكون تقديرها ذواتي أكل حموضة أو أكل مرارة . وقال
الأخفش : والإضافة أحسن في كلام العرب ; نحو قولهم : ثوب خز . والخمط : اللبن الحامض ، وذكر
أبو عبيد أن اللبن إذا ذهب عنه حلاوة الحلب ولم يتغير طعمه فهو سامط ; وإن أخذ شيئا من الريح فهو خامط وخميط ، فإن أخذ شيئا من طعم فهو ممحل ، فإذا كان فيه طعم الحلاوة فهو فوهة . وتخمط الفحل : هدر . وتخمط فلان أي غضب وتكبر .
[ ص: 259 ] وتخمط البحر أي التطم . وخمطت الشاة أخمطها خمطا : إذا نزعت جلدها وشويتها فهي خميط ، فإن نزعت شعرها وشويتها فهي سميط . والخمطة : الخمر التي قد أخذت ريح الإدراك كريح التفاح ولم تدرك بعد . ويقال هي الحامضة ; قاله
الجوهري . وقال
القتبي في أدب الكاتب . يقال للحامضة خمطة ، ويقال : الخمطة التي قد أخذت شيئا من الريح ; وأنشد :
عقار كماء النيء ليست بخمطة ولا خلة يكوي الشروب شهابها
( وأثل ) قال
الفراء : هو شبيه بالطرفاء إلا أنه أعظم منه طولا ; ومنه اتخذ منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وللأثل أصول غليظة يتخذ منه الأبواب ، وورقه كورق الطرفاء ، الواحدة أثلة والجمع أثلات . وقال
الحسن : الأثل الخشب .
قتادة : هو ضرب من الخشب يشبه الطرفاء رأيته بفيد . وقيل هو السمر . وقال
أبو عبيدة : هو شجر النضار . النضار : الذهب . والنضار : خشب يعمل منه قصاع ، ومنه : قدح نضار .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16وشيء من سدر قليل قال
الفراء : هو السمر ; ذكره
النحاس . وقال
الأزهري : السدر من الشجر سدران : بري لا ينتفع به ولا يصلح ورقه للغسول وله ثمر عفص لا يؤكل ، وهو الذي يسمى الضال . والثاني : سدر ينبت على الماء وثمره النبق وورقه غسول يشبه شجر العناب . قال
قتادة : بينما شجر القوم من خير شجر إذ صيره الله تعالى من شر الشجر بأعمالهم ، فأهلك أشجارهم المثمرة وأنبت بدلها الأراك والطرفاء والسدر .
القشيري : وأشجار البوادي لا تسمى جنة وبستانا ولكن لما وقعت الثانية في مقابلة الأولى أطلق لفظ الجنة ، وهو كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها . ويحتمل أن يرجع قوله ( قليل ) إلى جملة ما ذكر من الخمط والأثل والسدر .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( فَأَعْرَضُوا ) يَعْنِي عَنْ أَمْرِهِ وَاتِّبَاعِ رُسُلِهِ بَعْدَ أَنْ كَانُوا مُسْلِمِينَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ وَوَهْبٌ : بَعَثَ إِلَى
أَهْلِ سَبَأٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ نَبِيًّا فَكَذَّبُوهُمْ . قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : وَكَانَ لَهُمْ رَئِيسٌ يُلَقَّبُ بِالْحِمَارِ ، وَكَانُوا فِي زَمَنِ الْفَتْرَةِ بَيْنَ
عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ : كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَمَاتَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَبَزَقَ وَكَفَرَ ; وَلِهَذَا يُقَالُ : أَكْفَرُ مِنْ حِمَارٍ . وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَقَوْلُهُمْ ( أَكْفَرُ مِنْ حِمَارٍ ) هُوَ رَجُلٌ مِنْ عَادٍ مَاتَ لَهُ أَوْلَادٌ فَكَفَرَ كُفْرًا عَظِيمًا ، فَلَا يَمُرُّ بِأَرْضِهِ أَحَدٌ إِلَّا دَعَاهُ إِلَى الْكُفْرِ ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلَّا قَتَلَهُ . ثُمَّ لَمَّا سَالَ السَّيْلُ بِجَنَّتَيْهِمْ تَفَرَّقُوا فِي الْبِلَادِ ; عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ . وَلِهَذَا قِيلَ فِي الْمَثَلِ : ( تَفَرَّقُوا أَيَادِي سَبَأَ ) . وَقِيلَ :
الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ مِنْهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَ ( الْعَرِمِ ) فِيمَا رُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : السَّدُّ ؛ فَالتَّقْدِيرُ : سَيْلَ السَّدِّ الْعَرِمِ . وَقَالَ
عَطَاءٌ : ( الْعَرِمِ ) اسْمُ الْوَادِي .
قَتَادَةُ : ( الْعَرِمِ )
وَادِي سَبَأٍ ; كَانَتْ تَجْتَمِعُ إِلَيْهِ مَسَايِلُ مِنَ الْأَوْدِيَةِ ، قِيلَ مِنَ الْبَحْرِ وَأَوْدِيَةِ
الْيَمَنِ ; فَرَدَمُوا رَدْمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ وَجَعَلُوا فِي ذَلِكَ الرَّدْمِ ثَلَاثَةَ أَبْوَابٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، فَكَانُوا يَسْقُونَ مِنَ الْأَعْلَى ثُمَّ مِنَ الثَّانِي ثُمَّ مِنَ الثَّالِثِ عَلَى قَدْرِ حَاجَاتِهِمْ ; فَأَخْصَبُوا وَكَثُرَتْ أَمْوَالُهُمْ ، فَلَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْفَأْرَ فَنَقَبَ الرَّدْمَ . قَالَ
وَهْبٌ : كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَجِدُونَ فِي عِلْمِهِمْ وَكِهَانَتِهِمْ أَنَّهُ يُخَرِّبُ سَدَّهُمْ فَأْرَةٌ فَلَمْ يَتْرُكُوا فُرْجَةً بَيْنَ صَخْرَتَيْنِ إِلَّا رَبَطُوا إِلَى جَانِبِهَا هِرَّةٌ ; فَلَمَّا جَاءَ مَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِمْ أَقْبَلَتْ فَأْرَةٌ حَمْرَاءُ إِلَى بَعْضِ
[ ص: 258 ] تِلْكَ الْهِرَرِ فَسَاوَرَتْهَا حَتَّى اسْتَأْخَرَتْ عَنِ الصَّخْرَةِ وَدَخَلَتْ فِي الْفُرْجَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا وَنَقَبَتِ السَّدَّ حَتَّى أَوْهَنَتْهُ لِلسَّيْلِ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ ; فَلَمَّا جَاءَ السَّيْلُ دَخَلَ تِلْكَ الْخِلَلَ حَتَّى بَلَغَ السَّدَّ وَفَاضَ الْمَاءُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَغَرَّقَهَا وَدَفَنَ بُيُوتَهُمْ . وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : ( الْعَرِمِ ) اسْمُ الْجُرَذِ الَّذِي نَقَبَ السِّكْرَ عَلَيْهِمْ ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْخُلْدُ - وَقَالَهُ
قَتَادَةُ أَيْضًا - فَنُسِبَ السَّيْلُ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ بِسَبَبِهِ . وَقَدْ قَالَ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَيْضًا : ( الْعَرِمِ ) مِنْ أَسْمَاءِ الْفَأْرِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16406وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ : ( الْعَرِمِ ) مَاءٌ أَحْمَرُ أَرْسَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي السَّدِّ فَشَقَّهُ وَهَدَمَهُ .
وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا أَنَّ ( الْعَرِمِ ) الْمَطَرُ الشَّدِيدُ . وَقِيلَ ( الْعَرْمِ ) بِسُكُونِ الرَّاءِ . وَعَنِ
الضَّحَّاكِ كَانُوا فِي الْفَتْرَةِ بَيْنَ
عِيسَى وَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12171عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ : ( الْعَرِمِ ) الْمُسَنَّاةُ ; وَقَالَهُ
الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ : وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا ، وَيُقَالُ وَاحِدُهَا عَرِمَةٌ . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ : ( الْعَرِمِ ) كُلُّ شَيْءٍ حَاجِزٌ بَيْنَ شَيْئَيْنِ ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى السِّكْرُ ، وَهُوَ جَمْعُ عِرْمَةٍ .
النَّحَّاسُ : وَمَا يَجْتَمِعُ مِنْ مَطَرٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ وَفِي وَجْهِهِ مُسَنَّاةٌ فَهُوَ الْعَرِمُ ، وَالْمُسَنَّاةُ هِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا
أَهْلُ مِصْرَ الْجِسْرَ ; فَكَانُوا يَفْتَحُونَهَا إِذَا شَاءُوا فَإِذَا رُوِيَتْ جَنَّتَاهُمْ سَدُّوهَا . قَالَ
الْهَرَوِيُّ : الْمُسَنَّاةُ الضَّفِيرَةُ تُبْنَى لِلسَّيْلِ تَرُدُّهُ ، سُمِّيَتْ مُسَنَّاةً لِأَنَّ فِيهَا مَفَاتِحَ الْمَاءِ . وَرُوِيَ أَنَّ الْعَرِمَ سَدٌّ بَنَتْهُ
بِلْقِيسُ صَاحِبَةُ
سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَهُوَ الْمُسَنَّاةُ بِلُغَةِ
حِمْيَرَ ، بَنَتْهُ بِالصَّخْرِ وَالْقَارِ ، وَجَعَلَتْ لَهُ أَبْوَابًا ثَلَاثَةً بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَرَامَةِ وَهِيَ الشِّدَّةُ ، وَمِنْهُ : رَجُلٌ عَارِمٌ ، أَيْ شَدِيدٌ ، وَعَرَمْتُ الْعَظْمَ أَعْرِمُهُ وَأَعْرُمهُ عَرْمًا إِذَا عَرَقْتُهُ ، وَكَذَلِكَ عَرَمَتِ الْإِبِلُ الشَّجَرَ أَيْ نَالَتْ مِنْهُ . وَالْعُرَامُ بِالضَّمِّ : الْعُرَاقُ مِنَ الْعَظْمِ وَالشَّجَرِ . وَتَعَرَّمْتُ الْعَظْمَ تَعَرَّقْتُهُ . وَصَبِيٌّ عَارِمٌ بَيِّنُ الْعُرَامِ ( بِالضَّمِّ ) أَيْ شَرِسٌ . وَقَدْ عَرِمَ يَعْرُمُ وَيَعْرِمُ عَرَامَةً ( بِالْفَتْحِ ) . وَالْعَرِمُ الْعَارِمُ ; عَنِ
الْجَوْهَرِيِّ .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ( أُكُلِ خَمْطٍ ) بِغَيْرِ تَنْوِينٍ مُضَافًا . قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَالْخَلِيلُ : الْخَمْطُ الْأَرَاكُ .
الْجَوْهَرِيُّ : الْخَمْطُ ضَرْبٌ مِنَ الْأَرَاكِ لَهُ حَمْلٌ يُؤْكَلُ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : هُوَ كُلُّ شَجَرٍ ذِي شَوْكٍ فِيهِ مَرَارَةٌ .
الزَّجَّاجُ : كُلُّ نَبْتٍ فِيهِ مَرَارَةٌ لَا يُمْكِنُ أَكْلُهُ .
الْمُبَرِّدُ : الْخَمْطُ كُلُّ مَا تَغَيَّرَ إِلَى مَا لَا يُشْتَهَى . وَاللَّبَنُ خَمْطٌ إِذَا حَمُضَ . وَالْأَوْلَى عِنْدَهُ فِي الْقِرَاءَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ بِالتَّنْوِينِ عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لِ ( أُكُلٍ ) أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ ; لِأَنَّ الْأُكُلَ هُوَ الْخَمْطُ بِعَيْنِهِ عِنْدَهُ ، فَأَمَّا الْإِضَافَةُ فَبَابُ جَوَازِهَا أَنْ يَكُونَ تَقْدِيرُهَا ذَوَاتَيْ أُكُلِ حُمُوضَةٍ أَوْ أُكُلِ مَرَارَةٍ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : وَالْإِضَافَةُ أَحْسَنُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ; نَحْوُ قَوْلِهِمْ : ثَوْبُ خَزٍّ . وَالْخَمْطُ : اللَّبَنُ الْحَامِضُ ، وَذَكَرَ
أَبُو عُبَيْدٍ أَنَّ اللَّبَنَ إِذَا ذَهَبَ عَنْهُ حَلَاوَةُ الْحَلْبِ وَلَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ فَهُوَ سَامِطٌ ; وَإِنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ خَامِطٌ وَخَمِيطٌ ، فَإِنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ طَعْمٍ فَهُوَ مُمَحَّلٌ ، فَإِذَا كَانَ فِيهِ طَعْمُ الْحَلَاوَةِ فَهُوَ فُوَّهَةٌ . وَتَخَمَّطَ الْفَحْلُ : هَدَرَ . وَتَخَمَّطَ فُلَانٌ أَيْ غَضِبَ وَتَكَبَّرَ .
[ ص: 259 ] وَتَخَمَّطَ الْبَحْرُ أَيِ الْتَطَمَ . وَخَمَطْتُ الشَّاةَ أَخْمِطُهَا خَمْطًا : إِذَا نَزَعْتُ جِلْدَهَا وَشَوَيْتُهَا فَهِيَ خَمِيطٌ ، فَإِنْ نَزَعْتُ شَعْرَهَا وَشَوَيْتُهَا فَهِيَ سَمِيطٌ . وَالْخَمْطَةُ : الْخَمْرُ الَّتِي قَدْ أَخَذَتْ رِيحَ الْإِدْرَاكِ كَرِيحِ التُّفَّاحِ وَلَمْ تُدْرِكْ بَعْدُ . وَيُقَالُ هِيَ الْحَامِضَةُ ; قَالَهُ
الْجَوْهَرِيُّ . وَقَالَ
الْقُتَبِيُّ فِي أَدَبِ الْكَاتِبِ . يُقَالُ لِلْحَامِضَةِ خَمْطَةٌ ، وَيُقَالُ : الْخَمْطَةُ الَّتِي قَدْ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنَ الرِّيحِ ; وَأَنْشَدَ :
عُقَارٌ كَمَاءِ النِّيءِ لَيْسَتْ بِخَمْطَةٍ وَلَا خَلَّةٍ يَكْوِي الشُّرُوبَ شِهَابُهَا
( وَأَثْلٍ ) قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ شَبِيهٌ بِالطَّرْفَاءِ إِلَّا أَنَّهُ أَعْظَمُ مِنْهُ طُولًا ; ومِنْهُ اتُّخِذَ مِنْبَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلِلْأَثْلِ أُصُولٌ غَلِيظَةٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ الْأَبْوَابُ ، وَوَرَقُهُ كَوَرَقِ الطَّرْفَاءِ ، الْوَاحِدَةُ أَثْلَةٌ وَالْجَمْعُ أَثَلَاتٌ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْأَثْلُ الْخَشَبُ .
قَتَادَةُ : هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْخَشَبِ يُشْبِهُ الطَّرْفَاءَ رَأَيْتُهُ بِفَيْدِ . وَقِيلَ هُوَ السَّمُرُ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : هُوَ شَجَرُ النُّضَارِ . النُّضَارُ : الذَّهَبُ . وَالنُّضَارُ : خَشَبٌ يُعْمَلُ مِنْهُ قِصَاعٌ ، وَمِنْهُ : قَدَحٌ نُضَارٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=16وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ السَّمُرُ ; ذَكَرَهُ
النَّحَّاسُ . وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : السِّدْرُ مِنَ الشَّجَرِ سِدْرَانِ : بَرِّيٌّ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ وَلَا يَصْلُحُ وَرَقُهُ لِلْغَسُولِ وَلَهُ ثَمَرٌ عَفِصٌ لَا يُؤْكَلُ ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الضَّالَ . وَالثَّانِي : سِدْرٌ يَنْبُتُ عَلَى الْمَاءِ وَثَمَرُهُ النَّبِقُ وَوَرَقُهُ غَسُولٌ يُشْبِهُ شَجَرَ الْعُنَّابِ . قَالَ
قَتَادَةُ : بَيْنَمَا شَجَرُ الْقَوْمِ مِنْ خَيْرِ شَجَرٍ إِذْ صَيَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ شَرِّ الشَّجَرِ بِأَعْمَالِهِمْ ، فَأَهْلَكَ أَشْجَارَهُمُ الْمُثْمِرَةَ وَأَنْبَتَ بَدَلَهَا الْأَرَاكَ وَالطَّرْفَاءَ وَالسِّدْرَ .
الْقُشَيْرِيُّ : وَأَشْجَارُ الْبَوَادِي لَا تُسَمَّى جَنَّةً وَبُسْتَانًا وَلَكِنْ لَمَّا وَقَعَتِ الثَّانِيَةُ فِي مُقَابَلَةِ الْأُولَى أُطْلِقَ لَفْظُ الْجَنَّةِ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَرْجِعَ قَوْلُهُ ( قَلِيلٍ ) إِلَى جُمْلَةِ مَا ذُكِرَ مِنَ الْخَمْطِ وَالْأَثْلِ وَالسِّدْرِ .