قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21وما كان له عليهم من سلطان أي لم يقهرهم إبليس على الكفر ، وإنما كان منه الدعاء والتزيين . والسلطان : القوة . وقيل الحجة ، أي لم تكن له حجة يستتبعهم بها ، وإنما اتبعوه بشهوة وتقليد وهوى نفس ; لا عن حجة ودليل .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة يريد علم الشهادة الذي يقع به الثواب والعقاب ، فأما الغيب فقد علمه تبارك وتعالى . ومذهب
الفراء أن يكون المعنى : إلا لنعلم ذلك عندكم ; كما قال : ( أين شركائي ) ، على قولكم وعندكم ، وليس قوله : ( إلا لنعلم ) جواب
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21وما كان له عليهم من سلطان في ظاهره إنما هو محمول على المعنى ; أي وما جعلنا له سلطانا إلا لنعلم ، فالاستثناء منقطع ، أي لا سلطان له عليهم ولكنا ابتليناهم بوسوسته لنعلم ، ف ( إلا ) بمعنى لكن . وقيل هو متصل ، أي ما كان له عليهم من سلطان ، غير أنا سلطناه عليهم ليتم الابتلاء . وقيل : كان زائدة ; أي وما له عليهم من سلطان ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كنتم خير أمة أي أنتم خير أمة . وقيل : لما اتصل طرف منه بقصة
سبأ قال : وما كان لإبليس على أولئك الكفار من سلطان . وقيل : وما كان له في قضائنا السابق سلطان عليهم . وقيل : ( إلا لنعلم ) إلا لنظهر ، وهو كما تقول : النار تحرق الحطب ، فيقول
[ ص: 265 ] آخر : لا بل الحطب يحرق النار ; فيقول الأول : تعال حتى نجرب النار والحطب لنعلم أيهما يحرق صاحبه ، أي لنظهر ذلك وإن كان معلوما لهم ذلك . وقيل : إلا لتعلموا أنتم . وقيل : أي ليعلم أولياؤنا والملائكة ; كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=33إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله أي يحاربون أولياء الله ورسوله . وقيل : أي ليميز ; كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37ليميز الله الخبيث من الطيب وقد مضى هذا المعنى في ( البقرة ) وغيرها . وقرأ
الزهري ( إلا ليعلم ) على ما لم يسم فاعله
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21وربك على كل شيء حفيظ أي أنه عالم بكل شيء . وقيل : يحفظ كل شيء على العبد حتى يجازيه عليه .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ أَيْ لَمْ يَقْهَرْهُمْ إِبْلِيسُ عَلَى الْكُفْرِ ، وَإِنَّمَا كَانَ مِنْهُ الدُّعَاءُ وَالتَّزْيِينُ . وَالسُّلْطَانُ : الْقُوَّةُ . وَقِيلَ الْحُجَّةُ ، أَيْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حُجَّةٌ يَسْتَتْبِعُهُمْ بِهَا ، وَإِنَّمَا اتَّبَعُوهُ بِشَهْوَةٍ وَتَقْلِيدٍ وَهَوَى نَفْسٍ ; لَا عَنْ حُجَّةٍ وَدَلِيلٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ يُرِيدُ عِلْمَ الشَّهَادَةِ الَّذِي يَقَعُ بِهِ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ ، فَأَمَّا الْغَيْبُ فَقَدْ عَلِمَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى . وَمَذْهَبُ
الْفَرَّاءِ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : إِلَّا لِنَعْلَمَ ذَلِكَ عِنْدَكُمْ ; كَمَا قَالَ : ( أَيْنَ شُرَكَائِيَ ) ، عَلَى قَوْلِكُمْ وَعِنْدَكُمْ ، وَلَيْسَ قَوْلُهُ : ( إِلَّا لِنَعْلَمَ ) جَوَابَ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ فِي ظَاهِرِهِ إِنَّمَا هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى ; أَيْ وَمَا جَعَلْنَا لَهُ سُلْطَانًا إِلَّا لِنَعْلَمَ ، فَالِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعٌ ، أَيْ لَا سُلْطَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ وَلَكِنَّا ابْتَلَيْنَاهُمْ بِوَسْوَسَتِهِ لِنَعْلَمَ ، فَ ( إِلَّا ) بِمَعْنَى لَكِنْ . وَقِيلَ هُوَ مُتَّصِلٌ ، أَيْ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ ، غَيْرَ أَنَّا سَلَّطْنَاهُ عَلَيْهِمْ لِيَتِمَّ الِابْتِلَاءُ . وَقِيلَ : كَانَ زَائِدَةٌ ; أَيْ وَمَا لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أَيْ أَنْتُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ . وَقِيلَ : لَمَّا اتَّصَلَ طَرَفٌ مِنْهُ بِقِصَّةِ
سَبَأٍ قَالَ : وَمَا كَانَ لِإِبْلِيسَ عَلَى أُولَئِكَ الْكُفَّارِ مِنْ سُلْطَانٍ . وَقِيلَ : وَمَا كَانَ لَهُ فِي قَضَائِنَا السَّابِقِ سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ . وَقِيلَ : ( إِلَّا لِنَعْلَمَ ) إِلَّا لِنُظْهِرَ ، وَهُوَ كَمَا تَقُولُ : النَّارُ تُحْرِقُ الْحَطَبَ ، فَيَقُولُ
[ ص: 265 ] آخَرُ : لَا بَلِ الْحَطَبُ يُحْرِقُ النَّارَ ; فَيَقُولُ الْأَوَّلُ : تَعَالَ حَتَّى نُجَرِّبَ النَّارَ وَالْحَطَبَ لِنَعْلَمَ أَيُّهُمَا يُحْرِقُ صَاحِبَهُ ، أَيْ لِنُظْهِرَ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ مَعْلُومًا لَهُمْ ذَلِكَ . وَقِيلَ : إِلَّا لِتَعْلَمُوا أَنْتُمْ . وَقِيلَ : أَيْ لِيَعْلَمَ أَوْلِيَاؤُنَا وَالْمَلَائِكَةُ ; كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=33إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَيْ يُحَارِبُونَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ . وَقِيلَ : أَيْ لِيَمِيزَ ; كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَقَدْ مَضَى هَذَا الْمَعْنَى فِي ( الْبَقَرَةِ ) وَغَيْرِهَا . وَقَرَأَ
الزُّهْرِيُّ ( إِلَّا لِيُعْلَمَ ) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=21وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ أَيْ أَنَّهُ عَالِمٌ بِكُلِ شَيْءٍ . وَقِيلَ : يَحْفَظُ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى الْعَبْدِ حَتَّى يُجَازِيَهُ عَلَيْهِ .