قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب
قال
ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي في
nindex.php?page=treesubj&link=28974معنى قوله nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27تولج الليل في النهار الآية ، أي تدخل ما نقص من أحدهما في الآخر ، حتى يصير النهار خمس عشرة ساعة وهو أطول ما يكون ، والليل تسع ساعات وهو أقصر ما يكون . وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27تولج النهار في الليل وهو قول
الكلبي ، وروي عن
ابن مسعود . وتحتمل ألفاظ الآية أن يدخل فيها تعاقب الليل والنهار ، كأن زوال أحدهما ولوج في الآخر .
واختلف المفسرون في معنى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27وتخرج الحي من الميت فقال
الحسن : معناه تخرج المؤمن من الكافر والكافر من
[ ص: 54 ] المؤمن ، وروي نحوه عن
سلمان الفارسي . وروى
معمر عن
الزهري nindex.php?page=hadith&LINKID=838112أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على نسائه فإذا بامرأة حسنة الهيئة قال : ( من هذه ؟ ) قلن إحدى خالاتك . قال : ( ومن هي ؟ ) قلن : هي خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( سبحان الذي يخرج الحي من الميت ) . وكانت امرأة صالحة وكان أبوها كافرا . فالمراد على هذا القول موت قلب الكافر وحياة قلب المؤمن ; فالموت والحياة مستعاران . وذهب كثير من العلماء إلى أن الحياة والموت في الآية حقيقتان ; فقال
عكرمة : هي إخراج الدجاجة وهي حية من البيضة وهي ميتة ، وإخراج البيضة وهي ميتة من الدجاجة وهي حية . وقال
ابن مسعود : هي النطفة تخرج من الرجل وهي ميتة وهو حي ، ويخرج الرجل منها حيا وهي ميتة . وقال
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : هي الحبة تخرج من السنبلة والسنبلة تخرج من الحبة ، والنواة من النخلة والنخلة تخرج من النواة ; والحياة في النخلة والسنبلة تشبيه .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27وترزق من تشاء بغير حساب أي بغير تضييق ولا تقتير ; كما تقول : فلان يعطي بغير حساب ; كأنه لا يحسب ما يعطي .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ وقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28974مَعْنَى قَوْلِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ الْآيَةَ ، أَيْ تُدْخِلُ مَا نَقَصَ مِنْ أَحَدِهِمَا فِي الْآخَرِ ، حَتَّى يَصِيرَ النَّهَارُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَاعَةً وَهُوَ أَطْوَلُ مَا يَكُونُ ، وَاللَّيْلُ تِسْعَ سَاعَاتٍ وَهُوَ أَقْصَرُ مَا يَكُونُ . وَكَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27تُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ قَوْلُ
الْكَلْبِيِّ ، وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ . وَتَحْتَمِلُ أَلْفَاظُ الْآيَةِ أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا تَعَاقُبُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، كَأَنَّ زَوَالَ أَحَدِهِمَا وُلُوجٌ فِي الْآخَرِ .
وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ فَقَالَ
الْحَسَنُ : مَعْنَاهُ تُخْرِجُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ وَالْكَافِرَ مِنَ
[ ص: 54 ] الْمُؤْمِنِ ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ
سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ . وَرَوَى
مَعْمَرٌ عَنِ
الزُّهْرِيِّ nindex.php?page=hadith&LINKID=838112أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَى نِسَائِهِ فَإِذَا بِامْرَأَةٍ حَسَنَةِ الْهَيْئَةِ قَالَ : ( مَنْ هَذِهِ ؟ ) قُلْنَ إِحْدَى خَالَاتِكَ . قَالَ : ( وَمَنْ هِيَ ؟ ) قُلْنَ : هِيَ خَالِدَةُ بِنْتُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ . فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( سُبْحَانَ الَّذِي يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ) . وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً وَكَانَ أَبُوهَا كَافِرًا . فَالْمُرَادُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ مَوْتُ قَلْبِ الْكَافِرِ وَحَيَاةُ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ ; فَالْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ مُسْتَعَارَانِ . وَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ فِي الْآيَةِ حَقِيقَتَانِ ; فَقَالَ
عِكْرِمَةُ : هِيَ إِخْرَاجُ الدَّجَاجَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ مِنَ الْبَيْضَةِ وَهِيَ مَيِّتَةٌ ، وَإِخْرَاجُ الْبَيْضَةِ وَهِيَ مَيِّتَةٌ مِنَ الدَّجَاجَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ . وَقَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ : هِيَ النُّطْفَةُ تَخْرُجُ مِنَ الرَّجُلِ وَهِيَ مَيِّتَةٌ وَهُوَ حَيٌّ ، وَيَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْهَا حَيًّا وَهِيَ مَيِّتَةٌ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : هِيَ الْحَبَّةُ تَخْرُجُ مِنَ السُّنْبُلَةِ وَالسُّنْبُلَةُ تَخْرُجُ مِنَ الْحَبَّةِ ، وَالنَّوَاةُ مِنَ النَّخْلَةِ وَالنَّخْلَةُ تَخْرُجُ مِنَ النَّوَاةِ ; وَالْحَيَاةُ فِي النَّخْلَةِ وَالسُّنْبُلَةِ تَشْبِيهٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=27وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ أَيْ بِغَيْرِ تَضْيِيقٍ وَلَا تَقْتِيرٍ ; كَمَا تَقُولُ : فُلَانٌ يُعْطِي بِغَيْرِ حِسَابٍ ; كَأَنَّهُ لَا يَحْسِبُ مَا يُعْطِي .