nindex.php?page=treesubj&link=28974قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=47قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون
قوله تعالى : قالت رب أي يا سيدي . تخاطب
جبريل عليه السلام ; لأنه لما تمثل لها قال لها : إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا . فلما سمعت ذلك من قوله استفهمت
[ ص: 88 ] عن طريق الولد فقالت : أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ؟ أي بنكاح . في سورتها
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=20ولم أك بغيا ذكرت هذا تأكيدا ; لأن قولها
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=47لم يمسسني بشر يشمل الحرام والحلال . تقول : العادة الجارية التي أجراها الله في خلقه أن الولد لا يكون إلا عن نكاح أو سفاح . وقيل : ما استبعدت من قدرة الله تعالى شيئا ، ولكن أرادت كيف يكون هذا الولد : أمن قبل زوج في المستقبل أم يخلقه الله ابتداء ؟
فروي أن
جبريل - عليه السلام - حين قال لها : كذلك الله يخلق ما يشاء ، قال كذلك قال ربك هو علي هين . نفخ في جيب درعها وكمها ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . قال
ابن عباس : أخذ
جبريل ردن قميصها بأصبعه فنفخ فيه فحملت من ساعتها
بعيسى . وقيل غير ذلك على ما يأتي بيانه في سورتها إن شاء الله تعالى . وقال بعضهم : وقع نفخ
جبريل في رحمها فعلقت بذلك . وقال بعضهم : لا يجوز أن يكون الخلق من نفخ
جبريل لأنه يصير الولد بعضه من الملائكة وبعضه من الإنس ، ولكن سبب ذلك أن الله تعالى لما خلق
آدم وأخذ الميثاق من ذريته فجعل بعض الماء في أصلاب الآباء وبعضه في أرحام الأمهات فإذا اجتمع الماءان صارا ولدا ، وأن الله تعالى جعل الماءين جميعا في
مريم بعضه في رحمها وبعضه في صلبها ، فنفخ فيه
جبريل لتهيج شهوتها ; لأن المرأة ما لم تهج شهوتها لا تحبل ، فلما هاجت شهوتها بنفخ
جبريل وقع الماء الذي كان في صلبها في رحمها فاختلط الماءان فعلقت بذلك ; فذلك قوله تعالى : إذا قضى أمرا يعني إذا أراد أن يخلق خلقا فإنما يقول له كن ، وقد تقدم في " البقرة " القول فيه مستوفى .
nindex.php?page=treesubj&link=28974قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=47قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
قَوْلُهُ تَعَالَى : قَالَتْ رَبِّ أَيْ يَا سَيِّدِي . تُخَاطِبُ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ; لِأَنَّهُ لَمَّا تَمَثَّلَ لَهَا قَالَ لَهَا : إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِيَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا . فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ اسْتَفْهَمَتْ
[ ص: 88 ] عَنْ طَرِيقِ الْوَلَدِ فَقَالَتْ : أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ؟ أَيْ بِنِكَاحٍ . فِي سُورَتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=20وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ذَكَرَتْ هَذَا تَأْكِيدًا ; لِأَنَّ قَوْلَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=47لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ يَشْمَلُ الْحَرَامَ وَالْحَلَالَ . تَقُولُ : الْعَادَةُ الْجَارِيَةُ الَّتِي أَجْرَاهَا اللَّهُ فِي خَلْقِهِ أَنَّ الْوَلَدَ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ نِكَاحٍ أَوْ سِفَاحٍ . وَقِيلَ : مَا اسْتَبْعَدَتْ مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى شَيْئًا ، وَلَكِنْ أَرَادَتْ كَيْفَ يَكُونُ هَذَا الْوَلَدُ : أَمِنْ قِبَلِ زَوْجٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَمْ يَخْلُقُهُ اللَّهُ ابْتِدَاءً ؟
فَرُوِيَ أَنَّ
جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - حِينَ قَالَ لَهَا : كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ، قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ . نَفَخَ فِي جَيْبِ دِرْعِهَا وَكُمِّهَا ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَخَذَ
جِبْرِيلُ رُدْنَ قَمِيصِهَا بِأُصْبُعِهِ فَنَفَخَ فِيهِ فَحَمَلَتْ مِنْ سَاعَتِهَا
بِعِيسَى . وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ فِي سُورَتِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : وَقَعَ نَفْخُ
جِبْرِيلَ فِي رَحِمِهَا فَعَلِقَتْ بِذَلِكَ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَلْقُ مِنْ نَفْخِ
جِبْرِيلَ لِأَنَّهُ يَصِيرُ الْوَلَدَ بَعْضُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَبَعْضُهُ مِنَ الْإِنْسِ ، وَلَكِنَّ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ
آدَمَ وَأَخَذَ الْمِيثَاقَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ فَجَعَلَ بَعْضَ الْمَاءِ فِي أَصْلَابِ الْآبَاءِ وَبَعْضَهُ فِي أَرْحَامِ الْأُمَّهَاتِ فَإِذَا اجْتَمَعَ الْمَاءَانِ صَارَا وَلَدًا ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْمَاءَيْنِ جَمِيعًا فِي
مَرْيَمَ بَعْضَهُ فِي رَحِمِهَا وَبَعْضَهُ فِي صُلْبِهَا ، فَنَفَخَ فِيهِ
جِبْرِيلُ لِتَهِيجَ شَهْوَتُهَا ; لِأَنَّ الْمَرْأَةَ مَا لَمْ تَهِجْ شَهْوَتُهَا لَا تَحْبَلُ ، فَلَمَّا هَاجَتْ شَهْوَتُهَا بِنَفْخِ
جِبْرِيلَ وَقَعَ الْمَاءُ الَّذِي كَانَ فِي صُلْبِهَا فِي رَحِمِهَا فَاخْتَلَطَ الْمَاءَانِ فَعَلِقَتْ بِذَلِكَ ; فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : إِذَا قَضَى أَمْرًا يَعْنِي إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " الْبَقَرَةِ " الْقَوْلُ فِيهِ مُسْتَوْفًى .