الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( الرابع ) إنما يسوغ إمالة الراء وجود الألف بعدها فتمال من أجل إمالة الألف فإذا وصلت حذفت الألف للساكن وبقيت الراء إمالة على حالها فلو حذفت تلك الألف أصالة لم تجز إمالة تلك الراء ، وذلك نحو قوله : أولم ير الذين ، أولم ير الإنسان لعدم وجود الألف بعد الراء من حيث إنها حذفت للجزم ، ومن هذا الباب أمال حمزة وخلف ، راء تراء الجمعان وصلا كما ذكرنا ، وأمال حمزة وخلف وأبو بكر راء رأى القمر ونحوه كما تقدم ، وكذلك ورد عن السوسي من بعض الطرق كما قدمنا ، وإنما خصت الراء بالإمالة دون باقي الحروف كالسين من موسى الكتاب واللام من القتلى الحر والنون من جنى الجنتين من أجل ثقل الراء وقوتها بالتكرير تخصيصها من بين الحروف المستقلة بالتفخيم فلذلك عدت من حروف الإمالة وساغت إمالتها لذلك والعلة

                                                          [ ص: 79 ] في إمالتها من نحو يرى الذين دون قرى و مفترى كون الساكن في الأول منفصلا ، والوصل عارضا فكانت الإمالة موجودة قبل مجيء الساكن الموجب للحذف بخلاف الثاني فإنه متصل ، وإثباته عارض فعومل كل بأصله وقيل من أجل تقدير كون الألف بدلا من التنوين فامتنع لذلك وليس بشيء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية