الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17315 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله : الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ، ثنا أبو حاتم الرازي ، ثنا ابن أبي مريم ، ثنا محمد بن جعفر ، أخبرني زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه : أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الغزو تخلفوا عنه ، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتذروا إليه ، وحلفوا ، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فنزلت فيهم : ( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ) . رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم . ورواه مسلم عن الحلواني ، وابن عسكر ، عن ابن أبي مريم .

                                                                                                                                                قال الشافعي - رحمه الله : فأظهر الله - عز وجل - لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أسرارهم وخبر السماعين لهم ، وابتغاءهم أن يفتنوا من معه بالكذب والإرجاف والتخذيل لهم ، فأخبر أنه كره انبعاثهم إذ كانوا على هذه النية ، فكان فيها ما دل على أن الله - جل ثناؤه - أمر أن يمنع من عرف بما عرفوا به من أن يغزوا مع المسلمين ؛ لأنه ضرر عليهم ، ثم زاد في تأكيد بيان ذلك بقوله : ( فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ) قرأ إلى قوله : ( فاقعدوا مع الخالفين ) .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية