الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                18241 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ، ثنا يعلى بن عبيد ، ثنا عبد العزيز بن سياه ( ح قال ) ، وأخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ، أنبأ أبو يعلى ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن نمير ، ثنا عبد العزيز بن سياه ، ثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي وائل قال : قام سهل بن حنيف - رضي الله عنه - يوم صفين ، فقال : أيها الناس ، اتهموا أنفسكم ، لقد كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية ، ولو نرى قتالا لقاتلنا ، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين قال : فأتى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : يا رسول الله ، ألسنا على حق وهم على باطل ؟ قال : " بلى " . قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : " بلى " . قال : ففيم نعطي الدنية في أنفسنا ، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ قال : " يا ابن الخطاب ، إني رسول الله ، ولن يضيعني الله " . قال : فانطلق ابن الخطاب ، ولم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر - رضي الله عنه - فقال : يا أبا بكر ، ألسنا على حق ، وهم على باطل ؟ قال : بلى . قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى . قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ قال : يا ابن الخطاب ، إنه رسول الله ، ولن يضيعه الله أبدا . قال : فنزل القرآن على محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إلى عمر ، فأقرأه إياه ، فقال : يا رسول الله أوفتح هو ؟ قال : " نعم " . [ ص: 223 ] قال : فطابت نفسه ورجع . رواه البخاري في الصحيح ، عن أحمد بن إسحاق السلمي ، عن يعلى بن عبيد ، ورواه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة .

                                                                                                                                                ( قال الشافعي - رحمه الله ) قال ابن شهاب : فما كان في الإسلام فتح أعظم منه ، كانت الحرب قد أحجزت الناس فلما أمنوا لم يكلم بالإسلام أحد يعقل إلا قبله ، فلقد أسلم في سنتين من تلك الهدنة أكثر ممن أسلم قبل ذلك .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية