[ ص: 433 - 434 ] ( ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، إلى آخره ) عن رحمه الله أنه يضم إليه قوله : " إني وجهت وجهي " إلى آخره لرواية أبي يوسف [ ص: 435 ] رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول ذلك . [ ص: 436 - 437 ] ولهما رواية علي رضي الله عنه { أنس إلى آخره إذا افتتح الصلاة كبر وقرأ سبحانك اللهم وبحمدك }" ولم يزد على هذا وما رواه محمول على التهجد ، وقوله : { أن النبي عليه الصلاة والسلام كان وجل ثناؤك }" لم يذكر في المشاهير فلا يأتي به في الفرائض ، والأولى أن لا يأتي بالتوجه قبل التكبير لتتصل النية به ، هو الصحيح .
التالي
السابق
{ الحديث السابع } : روي عن رضي الله عنه { علي }. قلت : غريب من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع في أول [ ص: 435 ] صلاته بين قوله : سبحانك اللهم ، وبحمدك ، إلى آخره ، وقوله : وجهت وجهي إلى آخره ، وقد روي من حديث علي . ومن حديث ابن عمر . جابر
أما حديث : فأخرجه ابن عمر في " معجمه " حدثنا الطبراني الحسين بن إسحاق التستري ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي ثنا عن المعافى بن عمران عبد الله بن عامر الأسلمي عن عن محمد بن المنكدر ، قال : { عبد الله بن عمر إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } }انتهى . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ، سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك {
والحديث معلول بعبد الله بن عامر ، نقل شيخنا الذهبي في " ميزانه " تضعيفه عن جماعة كثيرة ، وقال في " كتاب الضعفاء " : كان يقلب الأسانيد والمتون ، ويرفع المراسيل والموقوفات ، ثم أسند عن ابن حبان ابن معين أنه قال فيه : ليس بشيء انتهى .
وأما حديث فرواه جابر ، أخبرنا البيهقي أبو الحسن بن عبدان أنبأ ثنا أحمد بن عبيد الصفار ابن ناجية ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا عبد السلام بن محمد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة أن أباه حدثه أن أخبره أن محمد بن المنكدر أخبره { جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة ، قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك . ولا إله غيرك ، وجهت وجهي ، إلى آخرها }. قال في " المعرفة " : وقد روي في الجمع بينهما عن البيهقي ، مرة عن محمد بن المنكدر ، ومرة عن ابن عمر ، وليس بالقوي انتهى . جابر
ووجدت في " كتاب العلل لابن أبي حاتم " قال : سأل أبيا عن حديث رواه أحمد بن سلمة في أول " كتاب الجامع " عن إسحاق بن راهويه عن الليث بن سعد سعيد بن يزيد عن [ ص: 436 ] عن الأعرج عبيد الله بن أبي رافع عن { علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجمع في أول صلاته بين : سبحانك اللهم وبحمدك ، وبين وجهت وجهي } ، إلى آخرهما ، قال إسحاق : والجمع بينهما أحب إلي ، فقال أبي : هذا حديث باطل موضوع لا أصل له ، أرى أن هذا من رواية خالد بن القاسم المدائني ، وقد كان خرج إلى مصر ، فسمع من ، فرجع إلى المدائن ، فسمع منه الناس ، وكان يوصل المراسيل ، ويضع لها أسانيد ، فخرج رجل من أهل الحديث إلى الليث مصر فكتب كتب هناك ، ثم قدم بها الليث بغداد ، فعارضوا بتلك الأحاديث ، فبان لهم أن أحاديث مفتعلة انتهى كلامه . خالد
وقد روى حديث مسلم منفردا بقوله : وجهت وجهي ، فقط ، أخرجه في " التهجد " من رواية علي عبيد الله بن أبي رافع عن { علي بن أبي طالب }" ، وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين . إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين { لمسلم } ، الحديث ، وهو عند وأنا أول المسلمين ، اللهم أنت الملك ، لا إله إلا أنت فيه : كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة ، قال : " وجهت وجهي " إلى آخره ، وجهل بعض الناس ، ففهم من قول الدارقطني المصنف : وعن أنه يضم إليه { أبي يوسف }إلى آخره لرواية قوله : وجهت وجهي : أنه عليه السلام كان يقول ذلك انتهى . أنه أراد مجرد قوله : { وجهت وجهي } فاستشهد له بحديث علي المتقدم عن مسلم ، وهذا فهم فاسد ، وإنما أراد علي المصنف الجمع بين الذكرين " أعني قوله : { وجهت وجهي للذي }إلى آخره ، وسبحانك اللهم ، إلى آخره " ، يدل عليه سياق اللفظ ، مع أن في " شرح الآثار " لم يستدل للقائلين بالجمع بين الذكرين إلا بحديث الطحاوي ، كما رواه علي ، وبحديث : { مسلم } ، من رواية سبحانك اللهم وبحمدك الخدري . وغيره ، قال : فلما جاءت [ ص: 437 ] الرواية بهذا استحسن أن يقولهما المصلي جميعا انتهى . وكأن أبو يوسف لم يقع له شيء من الأحاديث التي رويناها في الجمع ، والله أعلم . الطحاوي
{ الحديث الثامن } : روى { أنس } ، قلت : رواه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة كبر ، وقرأ : سبحانك اللهم وبحمدك ، إلى آخره ولا يزيد على هذا في " سننه " حدثنا الدارقطني أبو محمد بن صاعد ثنا الحسين بن علي بن الأسود ثنا محمد بن الصلت ثنا عن أبو خالد الأحمر حميد عن ، قال : { أنس }انتهى . ثم قال : إسناده كلهم ثقات انتهى . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة كبر ، ثم رفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه أذنيه ، ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك والحسين بن علي الأسود ، قال المروزي : سئل عنه ، فقال : لا أعرفه . أحمد بن حنبل
وقال أبو حاتم : صدوق ، وقال ابن عدي : يسرق الحديث ، وأحاديثه لا يتابع عليها . وقال الأزدي : ضعيف جدا يتكلمون في حديثه ، وذكره في " الثقات " ، وقال : ربما أخطأ انتهى : وقال ابن حبان ابن أبي حاتم في " علله " سمعت أبي ، وذكر حديثا رواه محمد بن الصلت عن عن أبي خالد الأحمر حميد عن { أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في : سبحانك اللهم وبحمدك ، وأنه كان يرفع يديه إلى حذو أذنيه افتتاح الصلاة } ، فقال : هذا حديث كذب لا أصل له ، ومحمد بن الصلت لا بأس به ، كتبت عنه ، وله طريق آخر . رواه " في كتابه المفرد في الدعاء " ، وهو مجلد لطيف ، [ ص: 438 ] فقال : حدثنا الطبراني أبو عقيل أنس بن مسلم الخولاني ثنا أبو الإصبع عبد العزيز بن يحيى ثنا عن مخلد بن يزيد عائذ بن شريح عن { أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة يكبر ، ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك }انتهى .
طريق آخر :
رواه أيضا في " الكتاب المذكور " حدثنا الطبراني محمود بن محمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى رحمويه ثنا الفضل بن موسى الشيباني عن حميد الطويل عن ، قال : { أنس بن مالك }انتهى . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة ، قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك
أحاديث الباب :
روى أصحاب السنن الأربعة من حديث جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن { أبي سعيد الخدري : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ثم يقول : لا إله إلا الله ثلاثا ، ثم يقول : الله أكبر كبيرا ثلاثا ، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ، ثم يقرأ إذا قام من الليل كبر ، ثم يقول } ، انتهى . أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
بلفظ أبي داود ، والترمذي ، ولفظ ، النسائي ، قال : { وابن ماجه }انتهى . كان إذا استفتح الصلاة يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك
لم يقولا فيه : ثم يقول ، إلى آخره ، قال أبو داود : هذا الحديث يقولون : هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلا ، الوهم من جعفر انتهى .
وقال الترمذي : هذا أشهر حديث في الباب ، وقد تكلم في إسناده ، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي ، وقال : لا يصح هذا الحديث انتهى . أحمد
وقال : المنذري علي بن علي هذا هو ابن نجاد بن رفاعة البصري ، كنيته " أبو إسماعيل " ، وثقه غير واحد ، وتكلم فيه غير واحد .
{ حديث آخر }
أخرجه أبو داود عن ثنا طلق بن غنام عبد السلام بن حرب عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن ، قالت : { عائشة }. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة ، [ ص: 439 ] قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك
قال أبو داود : ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب ، لم يروه إلا ، وقد روى قصة الصلاة جماعة عن طلق بن غنام بديل ، لم يذكروا فيه شيئا من هذا انتهى .
وأخرجه الترمذي . عن وابن ماجه حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن بنحوه سواء ، قال عائشة الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وحارثة قد تكلم فيه ، من قبل حفظه انتهى .
وبالإسنادين " أعني سند أبي داود ، وسند الترمذي " رواه في " المستدرك " وقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، ولا أحفظ في قوله : سبحانك اللهم وبحمدك في الصلاة أصح من هذا الحديث ، وقد صح عن الحاكم أنه كان يقوله ، ثم أخرجه عن عمر بن الخطاب عن الأعمش الأسود عن ، قال : وقد أسنده بعضهم عن عمر ، ولا يصح انتهى . عمر
والعجب من شيخنا علاء الدين كيف عزا هذا الحديث . للحاكم فقط ، وهو في السنن ، كما بيناه ، وكم يقلد غيره في ذلك ، والبيهقي وأبو الجوزاء هذا " بجيم ، وزاي " أوس بن عبد الله الربعي ، يروي عن ، ابن عباس ، وهو يشتبه وعائشة بأبي الحوراء " بمهملتين " ربيعة بن شيبان ، يروي عن . الحسن بن علي بن أبي طالب
{ حديث آخر }
موقوف أخرجه في " صحيحه " عن مسلم عبدة ، وهو ابن أبي لبابة أن كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ولا إله غيرك انتهى . عمر بن الخطاب
قال : المنذري وعبدة لا يعرف له سماع من ، وإنما سمع من ابنه عمر عبد الله ، ويقال : إنه رأى رؤية انتهى . قال صاحب " التنقيح " : وإنما أخرجه عمر في : " صحيحه " لأنه سمعه مع غيره انتهى . مسلم
وقال في " كتابه العلل " : وقد رواه الدارقطني عن إسماعيل بن عياش عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن عن أبي إسحاق السبيعي الأسود عن عن النبي صلى الله عليه وسلم وخالفه عمر إبراهيم النخعي ، فرواه عن الأسود عن ، قوله : وهو الصحيح انتهى . [ ص: 440 ] عمر
{ حديث آخر } ،
رواه في " معجمه " حدثنا الطبراني محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا فردوس الأشعري ثنا مسعود بن سليمان ، قال : سمعت الحكم يحدث عن عن أبي الأحوص عبد الله ، قال : { }. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، إلى آخره
{ حديث آخر } :
رواه أيضا حدثنا الطبراني محمد بن إدريس المصيصي ، والحسين بن إسحاق التستري ، قالا : ثنا أحمد بن النعمان الفراء المصيصي ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي ، قال : { }انتهى . وقد تقدم في مسألة التكبير . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا : إذا قمتم إلى الصلاة فارفعوا أيديكم ، ولا تخالف آذانكم ، ثم قولوا : الله أكبر ، سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، وإن لم تزيدوا على التكبير أجزاكم
{ حديث آخر } : رواه أيضا عن الطبراني مكحول عن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا استفتح الصلاة نحوه ، سواء .
أما حديث : فأخرجه ابن عمر في " معجمه " حدثنا الطبراني الحسين بن إسحاق التستري ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي ثنا عن المعافى بن عمران عبد الله بن عامر الأسلمي عن عن محمد بن المنكدر ، قال : { عبد الله بن عمر إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } }انتهى . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ، سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك {
والحديث معلول بعبد الله بن عامر ، نقل شيخنا الذهبي في " ميزانه " تضعيفه عن جماعة كثيرة ، وقال في " كتاب الضعفاء " : كان يقلب الأسانيد والمتون ، ويرفع المراسيل والموقوفات ، ثم أسند عن ابن حبان ابن معين أنه قال فيه : ليس بشيء انتهى .
وأما حديث فرواه جابر ، أخبرنا البيهقي أبو الحسن بن عبدان أنبأ ثنا أحمد بن عبيد الصفار ابن ناجية ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا عبد السلام بن محمد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة أن أباه حدثه أن أخبره أن محمد بن المنكدر أخبره { جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة ، قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك . ولا إله غيرك ، وجهت وجهي ، إلى آخرها }. قال في " المعرفة " : وقد روي في الجمع بينهما عن البيهقي ، مرة عن محمد بن المنكدر ، ومرة عن ابن عمر ، وليس بالقوي انتهى . جابر
ووجدت في " كتاب العلل لابن أبي حاتم " قال : سأل أبيا عن حديث رواه أحمد بن سلمة في أول " كتاب الجامع " عن إسحاق بن راهويه عن الليث بن سعد سعيد بن يزيد عن [ ص: 436 ] عن الأعرج عبيد الله بن أبي رافع عن { علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجمع في أول صلاته بين : سبحانك اللهم وبحمدك ، وبين وجهت وجهي } ، إلى آخرهما ، قال إسحاق : والجمع بينهما أحب إلي ، فقال أبي : هذا حديث باطل موضوع لا أصل له ، أرى أن هذا من رواية خالد بن القاسم المدائني ، وقد كان خرج إلى مصر ، فسمع من ، فرجع إلى المدائن ، فسمع منه الناس ، وكان يوصل المراسيل ، ويضع لها أسانيد ، فخرج رجل من أهل الحديث إلى الليث مصر فكتب كتب هناك ، ثم قدم بها الليث بغداد ، فعارضوا بتلك الأحاديث ، فبان لهم أن أحاديث مفتعلة انتهى كلامه . خالد
وقد روى حديث مسلم منفردا بقوله : وجهت وجهي ، فقط ، أخرجه في " التهجد " من رواية علي عبيد الله بن أبي رافع عن { علي بن أبي طالب }" ، وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين . إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين { لمسلم } ، الحديث ، وهو عند وأنا أول المسلمين ، اللهم أنت الملك ، لا إله إلا أنت فيه : كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة ، قال : " وجهت وجهي " إلى آخره ، وجهل بعض الناس ، ففهم من قول الدارقطني المصنف : وعن أنه يضم إليه { أبي يوسف }إلى آخره لرواية قوله : وجهت وجهي : أنه عليه السلام كان يقول ذلك انتهى . أنه أراد مجرد قوله : { وجهت وجهي } فاستشهد له بحديث علي المتقدم عن مسلم ، وهذا فهم فاسد ، وإنما أراد علي المصنف الجمع بين الذكرين " أعني قوله : { وجهت وجهي للذي }إلى آخره ، وسبحانك اللهم ، إلى آخره " ، يدل عليه سياق اللفظ ، مع أن في " شرح الآثار " لم يستدل للقائلين بالجمع بين الذكرين إلا بحديث الطحاوي ، كما رواه علي ، وبحديث : { مسلم } ، من رواية سبحانك اللهم وبحمدك الخدري . وغيره ، قال : فلما جاءت [ ص: 437 ] الرواية بهذا استحسن أن يقولهما المصلي جميعا انتهى . وكأن أبو يوسف لم يقع له شيء من الأحاديث التي رويناها في الجمع ، والله أعلم . الطحاوي
{ الحديث الثامن } : روى { أنس } ، قلت : رواه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة كبر ، وقرأ : سبحانك اللهم وبحمدك ، إلى آخره ولا يزيد على هذا في " سننه " حدثنا الدارقطني أبو محمد بن صاعد ثنا الحسين بن علي بن الأسود ثنا محمد بن الصلت ثنا عن أبو خالد الأحمر حميد عن ، قال : { أنس }انتهى . ثم قال : إسناده كلهم ثقات انتهى . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة كبر ، ثم رفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه أذنيه ، ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك والحسين بن علي الأسود ، قال المروزي : سئل عنه ، فقال : لا أعرفه . أحمد بن حنبل
وقال أبو حاتم : صدوق ، وقال ابن عدي : يسرق الحديث ، وأحاديثه لا يتابع عليها . وقال الأزدي : ضعيف جدا يتكلمون في حديثه ، وذكره في " الثقات " ، وقال : ربما أخطأ انتهى : وقال ابن حبان ابن أبي حاتم في " علله " سمعت أبي ، وذكر حديثا رواه محمد بن الصلت عن عن أبي خالد الأحمر حميد عن { أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في : سبحانك اللهم وبحمدك ، وأنه كان يرفع يديه إلى حذو أذنيه افتتاح الصلاة } ، فقال : هذا حديث كذب لا أصل له ، ومحمد بن الصلت لا بأس به ، كتبت عنه ، وله طريق آخر . رواه " في كتابه المفرد في الدعاء " ، وهو مجلد لطيف ، [ ص: 438 ] فقال : حدثنا الطبراني أبو عقيل أنس بن مسلم الخولاني ثنا أبو الإصبع عبد العزيز بن يحيى ثنا عن مخلد بن يزيد عائذ بن شريح عن { أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة يكبر ، ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك }انتهى .
طريق آخر :
رواه أيضا في " الكتاب المذكور " حدثنا الطبراني محمود بن محمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى رحمويه ثنا الفضل بن موسى الشيباني عن حميد الطويل عن ، قال : { أنس بن مالك }انتهى . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة ، قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك
أحاديث الباب :
روى أصحاب السنن الأربعة من حديث جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن { أبي سعيد الخدري : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ثم يقول : لا إله إلا الله ثلاثا ، ثم يقول : الله أكبر كبيرا ثلاثا ، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ، ثم يقرأ إذا قام من الليل كبر ، ثم يقول } ، انتهى . أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
بلفظ أبي داود ، والترمذي ، ولفظ ، النسائي ، قال : { وابن ماجه }انتهى . كان إذا استفتح الصلاة يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك
لم يقولا فيه : ثم يقول ، إلى آخره ، قال أبو داود : هذا الحديث يقولون : هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلا ، الوهم من جعفر انتهى .
وقال الترمذي : هذا أشهر حديث في الباب ، وقد تكلم في إسناده ، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي ، وقال : لا يصح هذا الحديث انتهى . أحمد
وقال : المنذري علي بن علي هذا هو ابن نجاد بن رفاعة البصري ، كنيته " أبو إسماعيل " ، وثقه غير واحد ، وتكلم فيه غير واحد .
{ حديث آخر }
أخرجه أبو داود عن ثنا طلق بن غنام عبد السلام بن حرب عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن ، قالت : { عائشة }. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة ، [ ص: 439 ] قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك
قال أبو داود : ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب ، لم يروه إلا ، وقد روى قصة الصلاة جماعة عن طلق بن غنام بديل ، لم يذكروا فيه شيئا من هذا انتهى .
وأخرجه الترمذي . عن وابن ماجه حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن بنحوه سواء ، قال عائشة الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وحارثة قد تكلم فيه ، من قبل حفظه انتهى .
وبالإسنادين " أعني سند أبي داود ، وسند الترمذي " رواه في " المستدرك " وقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، ولا أحفظ في قوله : سبحانك اللهم وبحمدك في الصلاة أصح من هذا الحديث ، وقد صح عن الحاكم أنه كان يقوله ، ثم أخرجه عن عمر بن الخطاب عن الأعمش الأسود عن ، قال : وقد أسنده بعضهم عن عمر ، ولا يصح انتهى . عمر
والعجب من شيخنا علاء الدين كيف عزا هذا الحديث . للحاكم فقط ، وهو في السنن ، كما بيناه ، وكم يقلد غيره في ذلك ، والبيهقي وأبو الجوزاء هذا " بجيم ، وزاي " أوس بن عبد الله الربعي ، يروي عن ، ابن عباس ، وهو يشتبه وعائشة بأبي الحوراء " بمهملتين " ربيعة بن شيبان ، يروي عن . الحسن بن علي بن أبي طالب
{ حديث آخر }
موقوف أخرجه في " صحيحه " عن مسلم عبدة ، وهو ابن أبي لبابة أن كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ولا إله غيرك انتهى . عمر بن الخطاب
قال : المنذري وعبدة لا يعرف له سماع من ، وإنما سمع من ابنه عمر عبد الله ، ويقال : إنه رأى رؤية انتهى . قال صاحب " التنقيح " : وإنما أخرجه عمر في : " صحيحه " لأنه سمعه مع غيره انتهى . مسلم
وقال في " كتابه العلل " : وقد رواه الدارقطني عن إسماعيل بن عياش عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن عن أبي إسحاق السبيعي الأسود عن عن النبي صلى الله عليه وسلم وخالفه عمر إبراهيم النخعي ، فرواه عن الأسود عن ، قوله : وهو الصحيح انتهى . [ ص: 440 ] عمر
{ حديث آخر } ،
رواه في " معجمه " حدثنا الطبراني محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا فردوس الأشعري ثنا مسعود بن سليمان ، قال : سمعت الحكم يحدث عن عن أبي الأحوص عبد الله ، قال : { }. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، إلى آخره
{ حديث آخر } :
رواه أيضا حدثنا الطبراني محمد بن إدريس المصيصي ، والحسين بن إسحاق التستري ، قالا : ثنا أحمد بن النعمان الفراء المصيصي ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي ، قال : { }انتهى . وقد تقدم في مسألة التكبير . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا : إذا قمتم إلى الصلاة فارفعوا أيديكم ، ولا تخالف آذانكم ، ثم قولوا : الله أكبر ، سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، وإن لم تزيدوا على التكبير أجزاكم
{ حديث آخر } : رواه أيضا عن الطبراني مكحول عن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا استفتح الصلاة نحوه ، سواء .