الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت أن تأبير بعض النخل تأبير لجميع النخل ، فلا يخلو حال النخل من أحد أمرين :

                                                                                                                                            إما أن يكون نوعا واحدا أو أنواعا .

                                                                                                                                            فإن كان نوعا واحدا فتأبير نخلة منه كتأبير جميعه .

                                                                                                                                            وإن كان أنواعا فتأبير نوع منه ، فهل يكون تأبيرا لجميع أنواعه ؟ على وجهين :

                                                                                                                                            أحدهما : وهو قول أبي علي بن خيران ، أن كل نوع معتبر بنفسه ، وأن تأبير أحد الأنواع لا يكون تأبيرا لجميع الأنواع : لأن تلاحق النوع الواحد متقارب وتلاحق الأنواع المختلف متباعد .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : وهو قول أبي علي بن أبي هريرة أن تأبير النوع الواحد من النخل تأبير [ ص: 165 ] لجميع أنواع النخل لما ذكرنا من خوف الاختلاف ، وسوء المشاركة ، وأنه ربما اتفق تأبير الأنواع المختلفة ، واختلف تأبير النوع الواحد .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية