الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " ويمد ظهره ، وعنقه ، ولا يخفض عنقه عن ظهره ولا يرفعه ويكون مستويا ويجافي مرفقيه عن جبينه "

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهو صحيح

                                                                                                                                            اعلم أن صفة الصلاة وهيئات أركانها مأخوذة من خبرين هما العمدة في الصلاة

                                                                                                                                            أحدهما : حديث ابن حميد الساعدي

                                                                                                                                            والثاني : تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة الأعرابي

                                                                                                                                            فأما حديث أبي حميد فلم يروه الشافعي ، ولكن رواه أبو داود من طرق شتى عن محمد بن عمرو بن عطاء العامري قال كنت في مجلس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال [ ص: 118 ] أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا : فلم ؟ قالوا : فوالله ما كنت بأكثرنا له تبعا ولا أقدمنا له صحبة . قال : بلى . قالوا : فأعرض . قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم يكبر حتى يقر كل عضو في موضعه معتدلا ، ثم يقرأ ثم يكبر ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، ثم يركع واضعا راحتيه على ركبتيه ويفرج بين أصابعه ، ثم يعتدل فيهصر ظهره غير مقنع رأسه ولا صافح بخده ، ثم يرفع فيقول : سمع الله لمن حمده ، اللهم ربنا لك الحمد ، ثم يرفع يديه حتى يحاذي منكبيه معتدلا ثم يقول : الله أكبر . ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبيه ويضع كفيه حذو منكبيه ، ويفتح أصابع رجليه وينصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد ، ثم يكبر ويرفع رأسه ويمكن رجله اليسرى فيقعد عليها حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ، ثم يصنع في الآخر مثل ذلك فإذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى ونصب اليمنى فإذا كان في الرابعة أخر رجله اليسرى وقعد متوركا على شقه الأيسر . قالوا : صدقت هكذا كان يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                            وأما حديث الأعرابي فرواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد بن عجلان ، عن علي بن يحيى بن خلاد ، وعن رفاعة بن رافع قال : جاء فصلى في المسجد قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أعد صلاتك فإنك لم تصل . قال : علمني يا رسول الله ، كيف أصلي ؟ قال : " إذا توجهت إلى القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن ، وما شاء الله أن تقرأ به ، فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك ومكن كوعك وامدد ظهرك ، فإذا رفعت فأقم صلبك وارفع رأسك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها ، وإذا سجدت فمكن سجودك ، وإذا رفعت فاجلس على فخذك اليسرى ، ثم افعل ذلك في كل ركعة وسجدة حتى تطمئن

                                                                                                                                            فهذان الحديثان هما أصل في الصلاة فلذلك نقلناهما مع طولهما

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية