الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " ويصلي على جلد ما يؤكل لحمه إذا ذكى ، وفي صوفه ، وشعره ، وريشه إذا أخذ منه ، وهو حي " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال لا بأس بالصلاة في جلود ما يؤكل لحمه إذا كان مذكى ، وإن لم يدبغ ، لأن الذكاة أبلغ مما يعمل فيه من الدباغة لتطهيرها جميع أجزاء الحيوانات ، واختصاص الدباغة بتطهير الجلد وحده ، وليس المقصود في دباغه طهارته ، وإنما يقصد منها تنشيفه وامتناع فساده ، فأما الطاهر من الصوف ، والشعر ، والريش ، والوبر فلا بأس بلبسه ، والصلاة فيه ، وعليه لقوله تعالى : ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين [ النحل : 80 ] .

                                                                                                                                            وروى المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عليه في غزاة تبوك جبة شامية ضيقة الكمام يعني صوفا .

                                                                                                                                            وقال الحسن البصري : كان إذا جاء الشتاء شم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم روائح كروائح الضأن من لباسهم الصوف ، ولأنه مأخوذ مما يؤكل لحمه لنفعه ، فوجب أن يكون مباحا كـ " اللبن " .

                                                                                                                                            وقولنا : لنفعه احتراز مما قطع من أعضائه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية