الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ورضوان من الله أكبر . أخرج أبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير في قوله : ورضوان من الله أكبر يعني : إذا أخبروا أن الله عنهم راض فهو أكبر عندهم من التحف والتسليم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله : هل تشتهون شيئا فأزيدكم؟ قالوا : يا ربنا، وهل بقي شيء إلا قد أنلتناه؟! فيقول : نعم، رضائي فلا أسخط عليكم أبدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي عبد الملك الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لنعيم أهل الجنة برضوان الله عنهم أفضل من نعيمهم بما في الجنان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن شمر بن عطية قال : يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرجل الشاحب حين ينشق عنه قبره فيقول : أبشر بكرامة الله تعالى . قال : فله حلة الكرامة، فيقول : يا رب، زدني . قال له : رضواني، ورضوان من الله أكبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي والنسائي والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك . فيقول : هل رضيتم؟ فيقولون : ربنا، وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم [ ص: 442 ] تعطه أحدا من خلقك! فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ قالوا : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ قال : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، في "الزهد" عن الحسن قال : بلغني أن أبا بكر الصديق كان يقول في دعائه : اللهم إني أسألك الذي هو خير في عاقبة الخير، اللهم اجعل آخر ما تعطيني الخير رضوانك والدرجات العلى في جنات النعيم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية