قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=146إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما
استثناء ممن نافق . ومن
nindex.php?page=treesubj&link=32483شرط التائب من النفاق أن يصلح في قوله وفعله ، ويعتصم بالله أي يجعله ملجأ ومعاذا ، ويخلص دينه لله ؛ كما نصت عليه هذه الآية ؛ وإلا فليس بتائب ؛ ولهذا
[ ص: 364 ] أوقع أجر المؤمنين في التسويف لانضمام المنافقين إليهم ، والله أعلم . روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
الأسود قال : كنا في حلقة
عبد الله فجاء
حذيفة حتى قام علينا فسلم ثم قال : لقد نزل النفاق على قوم خير منكم ، قال
الأسود : سبحان الله ! إن الله تعالى يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=145إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار . فتبسم
عبد الله وجلس
حذيفة في ناحية المسجد ؛ فقام
عبد الله فتفرق أصحابه فرماني بالحصى فأتيته . فقال
حذيفة : عجبت من ضحكه وقد عرف ما قلت : لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم . وقال
الفراء : معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=146فأولئك مع المؤمنين أي من المؤمنين . وقال
القتبي : حاد عن كلامهم غضبا عليهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=146فأولئك مع المؤمنين ولم يقل : هم المؤمنون . وحذفت الياء من يؤت في الخط كما حذفت في اللفظ ؛ لسكونها وسكون اللام بعدها ، ومثله يوم يناد المنادي و
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سندع الزبانية و يوم يدع الداعي حذفت الواوات لالتقاء الساكنين .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=146إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا
اسْتِثْنَاءٌ مِمَّنْ نَافَقَ . وَمِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=32483شَرْطِ التَّائِبِ مِنَ النِّفَاقِ أَنْ يُصْلِحَ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ ، وَيَعْتَصِمَ بِاللَّهِ أَيْ يَجْعَلُهُ مَلْجَأً وَمَعَاذًا ، وَيُخْلِصَ دِينَهُ لِلَّهِ ؛ كَمَا نَصَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ ؛ وَإِلَّا فَلَيْسَ بِتَائِبٍ ؛ وَلِهَذَا
[ ص: 364 ] أَوْقَعَ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي التَّسْوِيفِ لِانْضِمَامِ الْمُنَافِقِينَ إِلَيْهِمْ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنِ
الْأَسْوَدِ قَالَ : كُنَّا فِي حَلْقَةِ
عَبْدِ اللَّهِ فَجَاءَ
حُذَيْفَةُ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ نَزَلَ النِّفَاقُ عَلَى قَوْمٍ خَيْرٍ مِنْكُمْ ، قَالَ
الْأَسْوَدُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=145إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ . فَتَبَسَّمَ
عَبْدُ اللَّهِ وَجَلَسَ
حُذَيْفَةُ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ؛ فَقَامَ
عَبْدُ اللَّهِ فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ فَرَمَانِي بِالْحَصَى فَأَتَيْتُهُ . فَقَالَ
حُذَيْفَةُ : عَجِبْتُ مِنْ ضَحِكِهِ وَقَدْ عَرَفَ مَا قُلْتُ : لَقَدْ أُنْزِلَ النِّفَاقُ عَلَى قَوْمٍ كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ ثُمَّ تَابُوا فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=146فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ أَيْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ . وَقَالَ
الْقُتَبِيُّ : حَادَ عَنْ كَلَامِهِمْ غَضَبًا عَلَيْهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=146فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَمْ يَقُلْ : هُمُ الْمُؤْمِنُونَ . وَحُذِفَتِ الْيَاءُ مِنْ يُؤْتِ فِي الْخَطِّ كَمَا حُذِفَتْ فِي اللَّفْظِ ؛ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ اللَّامِ بَعْدَهَا ، وَمِثْلُهُ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِي وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=18سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ وَ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي حُذِفَتِ الْوَاوَاتُ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ .