الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6590 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17320يحيى بن بكير حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث عن nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=656476أن أناسا أروا ليلة القدر في السبع الأواخر وأن أناسا أروا أنها في العشر الأواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=29857_26778التمسوها في السبع الأواخر
وقد أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن قتادة في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وخروا له سجدا قال : " كانت تحية من قبلكم ، فأعطى الله هذه الأمة السلام تحية أهل الجنة " وفي لفظ : " وكانت تحية الناس يومئذ أن يسجد بعضهم لبعض " ، ومن طريق ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج وغيرهم نحو ذلك .
قال الطبري : أرادوا أن ذلك كان بينهم لا على وجه العبادة بل الإكرام ، واختلف في nindex.php?page=treesubj&link=31901المدة التي كانت بين الرؤيا وتفسيرها ، فأخرج الطبري nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن سلمان الفارسي قال : " كان بين رؤيا يوسف وعبارتها أربعون عاما " ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي له شاهدا عن nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد وزاد : " وإليها ينتهي أمد الرؤيا " .
وأخرج الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري قال : كانت مدة المفارقة بين يعقوب ويوسف ثمانين سنة ، وفي لفظ : ثلاثا وثمانين سنة ، ومن طريق قتادة : خمسا وثلاثين سنة ، ونقل الثعلبي عن ابن مسعود تسعين سنة ، وعن الكلبي اثنتين وعشرين سنة قال : وقيل سبعا وسبعين ، ونقل ابن إسحاق قولا : إنها كانت ثمانية عشر عاما والأول أقوى والعلم عند الله .
قوله : ( قال أبو عبد الله ) هو المصنف ، وسقط هذا وما بعده إلى آخر الباب للنسفي .
[ ص: 394 ] قوله : ( فاطر والبديع والمبدع والبارئ والخالق واحد ) كذا لبعضهم البارئ بالراء ، ولأبي ذر والأكثر البادئ بالدال بدل الراء والهمز ثابت فيهما ، وزعم بعض الشراح أن الصواب بالراء وأن رواية الدال وهم ، وليس كما قال فقد وردت في بعض طرق الأسماء الحسنى كما تقدم في الدعوات ، وفي الأسماء الحسنى أيضا المبدئ .
قوله : ( قال أبو عبد الله : من البدء وبادئه ) كذا وجدته مضبوطا في الأصل بالهمز في الموضعين وبواو العطف لأبي ذر ، فإن كان محفوظا ترجحت رواية الدال من قوله والبادئ ولغير أبي ذر " من البدو وبادية " بالواو بدل الهمز وبغير همز في بادية وبهاء تأنيث ، وهو أولى لأنه يريد تفسير قوله في الآية المذكورة nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وجاء بكم من البدو ففسرها بقوله " بادية أي جاء بكم من البادية ، وذكره الكرماني فقال : قوله من البدو أي قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وجاء بكم من البدو أي من البادية ، ويحتمل أن يكون مقصوده أن فاطر معناه البادئ من البدء أي الابتداء أي بادئ الخلق ، فمعنى فاطر بادئ ، والله أعلم .
قوله : ( باب رؤيا إبراهيم عليه السلام ) كذا لأبي ذر ، وسقط لفظ باب لغيره .
هكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ولعله أخذه عن بعض أهل الكتاب ، فقد أخرج ابن أبي حاتم بسند [ ص: 395 ] صحيح أيضا عن الزهري عن القاسم قال : اجتمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة وكعب فحدث nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=3504241أن لكل نبي دعوة مستجابة ، فقال كعب : أفلا أخبرك عن إبراهيم؟ لما رأى أنه يذبح ابنه إسماعيل قال الشيطان إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا ، فذهب إلى سارة فقال : أين ذهب إبراهيم بابنك؟ قالت : في حاجته ، قال : كلا إنه ذهب به ليذبحه يزعم أن ربه أمره بذلك ، فقالت : أخشى أن لا يطيع ربه ، فجاء إلى إسماعيل فأجابه بنحوه ، فواجه إبراهيم فلم يلتفت إليه ، فأيس أن يطيعوه .
وساق نحوه من طريق سعيد عن قتادة وزاد : أنه سد على إبراهيم الطريق إلى المنحر ، فأمره جبريل أن يرميه بسبع حصيات عند كل جمرة ، وكأن قتادة أخذ أوله عن بعض أهل الكتاب وآخره مما جاء عن ابن عباس وهو عند أحمد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عنه قال : إن إبراهيم لما رأى المناسك عرض له إبليس عند المسعى ، فسبقه إبراهيم فذهب به جبريل إلى العقبة ، فعرض له إبليس فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، وكان على إسماعيل قميص أبيض ، وثم تله للجبين فقال : يا أبت إنه ليس لي قميص تكفنني فيه غيره فاخلعه ، فنودي من خلفه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ، فالتفت فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين فذبحه .
وأخرج ابن إسحاق في " المبتدإ " عن ابن عباس نحوه وزاد : فوالذي نفسي بيده لقد كان أول الإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة .
وأخرجه أحمد أيضا عن عثمان بن أبي طلحة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=849819 " أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فواريت قرني الكبش حين دخل البيت " .
وهذه الآثار من أقوى الحجج لمن قال إن الذبيح إسماعيل ، وقد نقل ابن أبي حاتم وغيره عن العباس nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وعن علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس في إحدى الروايتين عنهما .
وعن الأحنف عن ابن ميسرة وزيد بن أسلم ومسروق nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير في إحدى الروايتين عنه nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي nindex.php?page=showalam&ids=16850وكعب الأحبار أن الذبيح إسماعيل ، وعن ابن عباس في أشهر الروايتين عنه وعن علي في إحدى الروايتين .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ومعاوية nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11871وأبي الطفيل nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي في إحدى الروايتين عنهما ومجاهد والحسن nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=11958وأبي جعفر الباقر وأبي صالح nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبي عمرو بن العلاء nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق أن الذبيح إسماعيل ، ويؤيده ما تقدم وحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=3504242 " أنا ابن الذبيحين " رويناه في " الخلعيات " من حديث معاوية ، ونقله عبد الله بن أحمد عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن أبيه ، وأطنب ابن القيم في الهدي في الاستدلال لتقويته ، وقرأت بخط الشيخ تقي الدين السبكي أنه استنبط من القرآن دليلا وهو قوله في الصافات : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=99وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين - إلى قوله - : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102إني أرى في المنام أني أذبحك وقوله في هود : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=71وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق - إلى قوله - : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72وهذا بعلي شيخا .
والقصة الثانية بعد ذلك بدهر طويل لما شاخ واستبعد من مثله أن يجيء له الولد وجاءته الملائكة عندما أمروا بإهلاك قوم لوط فبشروه بإسحاق ، فتعين أن يكون الأول إسماعيل ويؤيده أن في التوراة أن إسماعيل بكره وأنه ولد قبل إسحاق .
قلت : وهو استدلال جيد وقد كنت أستحسنه وأحتج به إلى أن مر بي قوله في سورة إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق فإنه يعكر على قوله إنه رزق إسماعيل في ابتداء أمره وقوته لأن هاجر والدة إسماعيل صارت لسارة من قبل الجبار الذي وهبها لها وإنها وهبتها لإبراهيم لما يئست من الولد فولدت هاجر إسماعيل فغارت سارة منها كما تقدمت الإشارة إليه في ترجمة إبراهيم من أحاديث الأنبياء وولدت بعد ذلك [ ص: 396 ] إسحاق واستمرت غيرة سارة إلى أن كان من إخراجها وولدها إلى مكة ما كان ، وقد ذكره ابن إسحاق في " المبتدإ " مفصلا ، وأخرجه الطبري في تاريخه من طريقه .
وأخرج الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : انطلق إبراهيم من بلاد قومه قبل الشام فلقي سارة وهي بنت ملك حران فآمنت به فتزوجها ، فلما قدم مصر وهبها الجبار هاجر ووهبتها له سارة وكانت سارة منعت الولد وكان إبراهيم قد دعا الله أن يهب له ولدا من الصالحين فأخرت الدعوة حتى كبر فلما علمت سارة أن إبراهيم وقع على هاجر حزنت على ما فاتها من الولد .
ثم ذكر قصة مجيء الملائكة بسبب إهلاك قوم لوط وتبشيرهم إبراهيم بإسحاق فلذلك قال إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ويقال لم يكن بينهما إلا ثلاث سنين ، وقيل : كان بينهما أربع عشرة سنة ، وما تقدم من كون قصة الذبيح كانت بمكة حجة قوية في أن الذبيح إسماعيل لأن سارة وإسحاق لم يكونا بمكة ، والله أعلم .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فلما أسلما أي : سلما لله الأمر ، ومن طريق أبي صالح قال : اتفقا على أمر واحد ، ومن طريق قتادة : سلم إبراهيم لأمر الله وسلم إسماعيل لأمر إبراهيم ، وفي لفظ : أما هذا فأسلم نفسه لله ، وأما هذا فأسلم ابنه لله ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=12107أبي عمران الجوني : تله للجبين كبه لوجهه .
( تنبيه ) :
هذه الترجمة والتي قبلها ليس في واحد منهما حديث مسند ، بل اكتفى فيهما بالقرآن ، ولهما نظائر . وقول الكرماني إنه كان في كل منهما بياض ليلحق به حديث يناسبه محتمل مع بعده .
قوله : ( باب التواطؤ على الرؤيا ) أي توافق جماعة على شيء واحد ولو اختلفت عباراتهم .
قوله : ( أن أناسا أروا ليلة القدر في السبع الأواخر وأن أناسا ) في رواية الكشميهني " ناسا " .
قوله : ( أروها في العشر الأواخر ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ التمسوها في السبع الأواخر ) كذا وقع في هذه الرواية من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر ، وتقدم في أواخر الصيام من طريق مالك عن نافع مثله لكن لفظه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504243أرى رؤياكم تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها " الحديث ، ولم يذكر الجملة الوسطى ، واعترضه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي فقال : اللفظ الذي ساقه خلاف التواطؤ ، وحديث التواطؤ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504244أرى رؤياكم قد تواطأت على العشر الأواخر " .
قلت : لم يلتزم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إيراد الحديث بلفظ التواطؤ وإنما أراد بالتواطؤ التوافق وهو أعم من أن يكون الحديث بلفظه أو بمعناه ، وذلك أن أفراد السبع داخلة في أفراد العشر ، فلما رأى قوم أنها في العشر وقوم أنها في السبع كانوا كأنهم توافقوا على السبع فأمرهم بالتماسها في السبع لتوافق الطائفتين عليها ، ولأنه أيسر عليهم فجرى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على عادته في إيثار الأخفى على الأجلى ، والحديث الذي أشار إليه [ ص: 397 ] تقدم في كتاب قيام الليل من طريق أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : " رأيت كأن بيدي قطعة إستبرق " الحديث .
وفيه : " وكانوا لا يزالون يقصون على النبي - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا " . وفيه : " أرى nindex.php?page=hadith&LINKID=3504245رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر " الحديث ، ويستفاد من الحديث أن توافق جماعة على رؤيا واحدة دال على صدقها وصحتها كما تستفاد قوة الخبر من التوارد على الإخبار من جماعة .
وقد أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن قتادة في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وخروا له سجدا قال : " كانت تحية من قبلكم ، فأعطى الله هذه الأمة السلام تحية أهل الجنة " وفي لفظ : " وكانت تحية الناس يومئذ أن يسجد بعضهم لبعض " ، ومن طريق ابن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج وغيرهم نحو ذلك .
قال الطبري : أرادوا أن ذلك كان بينهم لا على وجه العبادة بل الإكرام ، واختلف في nindex.php?page=treesubj&link=31901المدة التي كانت بين الرؤيا وتفسيرها ، فأخرج الطبري nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن سلمان الفارسي قال : " كان بين رؤيا يوسف وعبارتها أربعون عاما " ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي له شاهدا عن nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد وزاد : " وإليها ينتهي أمد الرؤيا " .
وأخرج الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري قال : كانت مدة المفارقة بين يعقوب ويوسف ثمانين سنة ، وفي لفظ : ثلاثا وثمانين سنة ، ومن طريق قتادة : خمسا وثلاثين سنة ، ونقل الثعلبي عن ابن مسعود تسعين سنة ، وعن الكلبي اثنتين وعشرين سنة قال : وقيل سبعا وسبعين ، ونقل ابن إسحاق قولا : إنها كانت ثمانية عشر عاما والأول أقوى والعلم عند الله .
قوله : ( قال أبو عبد الله ) هو المصنف ، وسقط هذا وما بعده إلى آخر الباب للنسفي .
[ ص: 394 ] قوله : ( فاطر والبديع والمبدع والبارئ والخالق واحد ) كذا لبعضهم البارئ بالراء ، ولأبي ذر والأكثر البادئ بالدال بدل الراء والهمز ثابت فيهما ، وزعم بعض الشراح أن الصواب بالراء وأن رواية الدال وهم ، وليس كما قال فقد وردت في بعض طرق الأسماء الحسنى كما تقدم في الدعوات ، وفي الأسماء الحسنى أيضا المبدئ .
قوله : ( قال أبو عبد الله : من البدء وبادئه ) كذا وجدته مضبوطا في الأصل بالهمز في الموضعين وبواو العطف لأبي ذر ، فإن كان محفوظا ترجحت رواية الدال من قوله والبادئ ولغير أبي ذر " من البدو وبادية " بالواو بدل الهمز وبغير همز في بادية وبهاء تأنيث ، وهو أولى لأنه يريد تفسير قوله في الآية المذكورة nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وجاء بكم من البدو ففسرها بقوله " بادية أي جاء بكم من البادية ، وذكره الكرماني فقال : قوله من البدو أي قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وجاء بكم من البدو أي من البادية ، ويحتمل أن يكون مقصوده أن فاطر معناه البادئ من البدء أي الابتداء أي بادئ الخلق ، فمعنى فاطر بادئ ، والله أعلم .
قوله : ( باب رؤيا إبراهيم عليه السلام ) كذا لأبي ذر ، وسقط لفظ باب لغيره .
هكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ولعله أخذه عن بعض أهل الكتاب ، فقد أخرج ابن أبي حاتم بسند [ ص: 395 ] صحيح أيضا عن الزهري عن القاسم قال : اجتمع nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة وكعب فحدث nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=3504241أن لكل نبي دعوة مستجابة ، فقال كعب : أفلا أخبرك عن إبراهيم؟ لما رأى أنه يذبح ابنه إسماعيل قال الشيطان إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا ، فذهب إلى سارة فقال : أين ذهب إبراهيم بابنك؟ قالت : في حاجته ، قال : كلا إنه ذهب به ليذبحه يزعم أن ربه أمره بذلك ، فقالت : أخشى أن لا يطيع ربه ، فجاء إلى إسماعيل فأجابه بنحوه ، فواجه إبراهيم فلم يلتفت إليه ، فأيس أن يطيعوه .
وساق نحوه من طريق سعيد عن قتادة وزاد : أنه سد على إبراهيم الطريق إلى المنحر ، فأمره جبريل أن يرميه بسبع حصيات عند كل جمرة ، وكأن قتادة أخذ أوله عن بعض أهل الكتاب وآخره مما جاء عن ابن عباس وهو عند أحمد من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عنه قال : إن إبراهيم لما رأى المناسك عرض له إبليس عند المسعى ، فسبقه إبراهيم فذهب به جبريل إلى العقبة ، فعرض له إبليس فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، وكان على إسماعيل قميص أبيض ، وثم تله للجبين فقال : يا أبت إنه ليس لي قميص تكفنني فيه غيره فاخلعه ، فنودي من خلفه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ، فالتفت فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين فذبحه .
وأخرج ابن إسحاق في " المبتدإ " عن ابن عباس نحوه وزاد : فوالذي نفسي بيده لقد كان أول الإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة .
وأخرجه أحمد أيضا عن عثمان بن أبي طلحة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=849819 " أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فواريت قرني الكبش حين دخل البيت " .
وهذه الآثار من أقوى الحجج لمن قال إن الذبيح إسماعيل ، وقد نقل ابن أبي حاتم وغيره عن العباس nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وعن علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس في إحدى الروايتين عنهما .
وعن الأحنف عن ابن ميسرة وزيد بن أسلم ومسروق nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير في إحدى الروايتين عنه nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي nindex.php?page=showalam&ids=16850وكعب الأحبار أن الذبيح إسماعيل ، وعن ابن عباس في أشهر الروايتين عنه وعن علي في إحدى الروايتين .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ومعاوية nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11871وأبي الطفيل nindex.php?page=showalam&ids=15990وسعيد بن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي في إحدى الروايتين عنهما ومجاهد والحسن nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=11958وأبي جعفر الباقر وأبي صالح nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبي عمرو بن العلاء nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق أن الذبيح إسماعيل ، ويؤيده ما تقدم وحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=3504242 " أنا ابن الذبيحين " رويناه في " الخلعيات " من حديث معاوية ، ونقله عبد الله بن أحمد عن أبيه nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن أبيه ، وأطنب ابن القيم في الهدي في الاستدلال لتقويته ، وقرأت بخط الشيخ تقي الدين السبكي أنه استنبط من القرآن دليلا وهو قوله في الصافات : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=99وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين - إلى قوله - : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102إني أرى في المنام أني أذبحك وقوله في هود : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=71وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق - إلى قوله - : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72وهذا بعلي شيخا .
والقصة الثانية بعد ذلك بدهر طويل لما شاخ واستبعد من مثله أن يجيء له الولد وجاءته الملائكة عندما أمروا بإهلاك قوم لوط فبشروه بإسحاق ، فتعين أن يكون الأول إسماعيل ويؤيده أن في التوراة أن إسماعيل بكره وأنه ولد قبل إسحاق .
قلت : وهو استدلال جيد وقد كنت أستحسنه وأحتج به إلى أن مر بي قوله في سورة إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق فإنه يعكر على قوله إنه رزق إسماعيل في ابتداء أمره وقوته لأن هاجر والدة إسماعيل صارت لسارة من قبل الجبار الذي وهبها لها وإنها وهبتها لإبراهيم لما يئست من الولد فولدت هاجر إسماعيل فغارت سارة منها كما تقدمت الإشارة إليه في ترجمة إبراهيم من أحاديث الأنبياء وولدت بعد ذلك [ ص: 396 ] إسحاق واستمرت غيرة سارة إلى أن كان من إخراجها وولدها إلى مكة ما كان ، وقد ذكره ابن إسحاق في " المبتدإ " مفصلا ، وأخرجه الطبري في تاريخه من طريقه .
وأخرج الطبري من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : انطلق إبراهيم من بلاد قومه قبل الشام فلقي سارة وهي بنت ملك حران فآمنت به فتزوجها ، فلما قدم مصر وهبها الجبار هاجر ووهبتها له سارة وكانت سارة منعت الولد وكان إبراهيم قد دعا الله أن يهب له ولدا من الصالحين فأخرت الدعوة حتى كبر فلما علمت سارة أن إبراهيم وقع على هاجر حزنت على ما فاتها من الولد .
ثم ذكر قصة مجيء الملائكة بسبب إهلاك قوم لوط وتبشيرهم إبراهيم بإسحاق فلذلك قال إبراهيم nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=39الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ويقال لم يكن بينهما إلا ثلاث سنين ، وقيل : كان بينهما أربع عشرة سنة ، وما تقدم من كون قصة الذبيح كانت بمكة حجة قوية في أن الذبيح إسماعيل لأن سارة وإسحاق لم يكونا بمكة ، والله أعلم .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103فلما أسلما أي : سلما لله الأمر ، ومن طريق أبي صالح قال : اتفقا على أمر واحد ، ومن طريق قتادة : سلم إبراهيم لأمر الله وسلم إسماعيل لأمر إبراهيم ، وفي لفظ : أما هذا فأسلم نفسه لله ، وأما هذا فأسلم ابنه لله ، ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=12107أبي عمران الجوني : تله للجبين كبه لوجهه .
( تنبيه ) :
هذه الترجمة والتي قبلها ليس في واحد منهما حديث مسند ، بل اكتفى فيهما بالقرآن ، ولهما نظائر . وقول الكرماني إنه كان في كل منهما بياض ليلحق به حديث يناسبه محتمل مع بعده .
قوله : ( باب التواطؤ على الرؤيا ) أي توافق جماعة على شيء واحد ولو اختلفت عباراتهم .
قوله : ( أن أناسا أروا ليلة القدر في السبع الأواخر وأن أناسا ) في رواية الكشميهني " ناسا " .
قوله : ( أروها في العشر الأواخر ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ التمسوها في السبع الأواخر ) كذا وقع في هذه الرواية من طريق nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر ، وتقدم في أواخر الصيام من طريق مالك عن نافع مثله لكن لفظه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504243أرى رؤياكم تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها " الحديث ، ولم يذكر الجملة الوسطى ، واعترضه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي فقال : اللفظ الذي ساقه خلاف التواطؤ ، وحديث التواطؤ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504244أرى رؤياكم قد تواطأت على العشر الأواخر " .
قلت : لم يلتزم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إيراد الحديث بلفظ التواطؤ وإنما أراد بالتواطؤ التوافق وهو أعم من أن يكون الحديث بلفظه أو بمعناه ، وذلك أن أفراد السبع داخلة في أفراد العشر ، فلما رأى قوم أنها في العشر وقوم أنها في السبع كانوا كأنهم توافقوا على السبع فأمرهم بالتماسها في السبع لتوافق الطائفتين عليها ، ولأنه أيسر عليهم فجرى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري على عادته في إيثار الأخفى على الأجلى ، والحديث الذي أشار إليه [ ص: 397 ] تقدم في كتاب قيام الليل من طريق أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : " رأيت كأن بيدي قطعة إستبرق " الحديث .
وفيه : " وكانوا لا يزالون يقصون على النبي - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا " . وفيه : " أرى nindex.php?page=hadith&LINKID=3504245رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر " الحديث ، ويستفاد من الحديث أن توافق جماعة على رؤيا واحدة دال على صدقها وصحتها كما تستفاد قوة الخبر من التوارد على الإخبار من جماعة .