الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12936 باب ما أمره الله تعالى به من اختيار الآخرة على الأولى ، ولا يمد عينيه إلى زهرة الحياة الدنيا ، فقال تعالى:

                                                                                                                                                ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى )

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا إسماعيل بن أحمد التاجر ، أنبأ أبو يعلى ، ثنا زهير بن حرب ، ثنا عمر بن يونس ، ثنا عكرمة بن عمار ، حدثني أبو زميل سماك الحنفي ، حدثني عبد الله بن عباس ، حدثني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فذكر الحديث في اعتزال النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه ، قال: فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع على حصير ، فجلست ، فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره ، وإذا الحصير قد أثر في جنبه ، فنظرت في خزانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظ في ناحية الغرفة ، وإذا أفيق معلق ، قال: فابتدرت عيناي ، فقال: ما يبكيك يا ابن الخطاب ، قلت: يا رسول الله ، وما لي لا أبكي ، وهذا الحصير قد أثر في جنبك ، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى ، وذلك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار ، وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانته ، فقال: يا ابن الخطاب ، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ، قلت: بلى ، وذكر الحديث . رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب ، وأخرجاه من حديث عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، عن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه القصة: أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية