الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة عشرة إن قيل : كيف يجوز أن يكون المراد بقوله تعالى : { الخيط الأبيض } الفجر ويتأخر البيان مع الحاجة إليه ؟ وتأخير البيان عن وقت الحاجة إليه مع بقاء التكليف حتى يقع الخطأ عن المقصود لا يجوز .

                                                                                                                                                                                                              فالجواب : أن البيان كان موجودا فيه ، لكن على وجه لا يدركه جميع الناس ; وإنما كان على وجه يختص به بعضهم أو أكثرهم ، وليس يلزم أن يكون البيان مكشوفا في درجة يطلع عليها كل أحد ; ألا ترى أنه لم يقع فيه إلا عدي وحده ، وأيضا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف عديا ، وأنزل الله تعالى البيان فيه جليا .

                                                                                                                                                                                                              وقد روي في حديث عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : { إنك لعريض القفا } ، وضحك ; ولا يضحك إلا على جائز ، وليس فيما ذكر له إلا تعريضه للغباوة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية