[ قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا هو تسلية للمؤمنين في تخلف
[ ص: 86 ] المنافقين عنهم . والخبال : الفساد والنميمة وإيقاع الاختلاف والأراجيف . وهذا استثناء منقطع ، أي ما زادوكم قوة ولكن طلبوا الخبال . وقيل : المعنى لا يزيدونكم فيما يترددون فيه من الرأي إلا خبالا ، فلا يكون الاستثناء منقطعا .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47ولأوضعوا خلالكم المعنى لأسرعوا فيما بينكم بالإفساد . والإيضاع ، سرعة السير . وقال الراجز :
يا ليتني فيها جذع أخب فيها وأضع
يقال : وضع البعير إذا عدا ، يضع وضعا ووضوعا إذا أسرع السير . وأوضعته حملته على العدو . وقيل : الإيضاع سير مثل الخبب . والخلل الفرجة بين الشيئين ، والجمع الخلال ، أي الفرج التي تكون بين الصفوف . أي لأوضعوا خلالكم بالنميمة وإفساد ذات البين .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47يبغونكم الفتنة مفعول ثان . والمعنى يطلبون لكم الفتنة ، أي الإفساد والتحريض . ويقال : أبغيته كذا أعنته على طلبه ، وبغيته كذا طلبته له . وقيل : الفتنة هنا الشرك .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وفيكم سماعون لهم أي عيون لهم ينقلون إليهم الأخبار منكم .
قتادة : وفيكم من يقبل منهم قولهم ويطيعهم .
النحاس : القول الأول أولى ؛ لأنه الأغلب من معنييه أن معنى سماع يسمع الكلام ، ومثله
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47سماعون للكذب . والقول الثاني لا يكاد يقال فيه إلا سامع ، مثل قائل .
[ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا هُوَ تَسْلِيَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي تَخَلُّفِ
[ ص: 86 ] الْمُنَافِقِينَ عَنْهُمْ . وَالْخَبَالُ : الْفَسَادُ وَالنَّمِيمَةُ وَإِيقَاعُ الِاخْتِلَافِ وَالْأَرَاجِيفِ . وَهَذَا اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ ، أَيْ مَا زَادُوكُمْ قُوَّةً وَلَكِنْ طَلَبُوا الْخَبَالَ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَا يَزِيدُونَكُمْ فِيمَا يَتَرَدَّدُونَ فِيهِ مِنَ الرَّأْيِ إِلَّا خَبَالًا ، فَلَا يَكُونُ الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ الْمَعْنَى لَأَسْرَعُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ بِالْإِفْسَادِ . وَالْإِيضَاعُ ، سُرْعَةُ السَّيْرِ . وَقَالَ الرَّاجِزُ :
يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ أَخُبَّ فِيهَا وَأَضَعْ
يُقَالُ : وَضَعَ الْبَعِيرُ إِذَا عَدَا ، يَضَعُ وَضْعًا وَوُضُوعًا إِذَا أَسْرَعَ السَّيْرَ . وَأَوْضَعْتُهُ حَمَلْتُهُ عَلَى الْعَدْوِ . وَقِيلَ : الْإِيضَاعُ سَيْرٌ مِثْلُ الْخَبَبِ . وَالْخَلَلُ الْفُرْجَةُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ ، وَالْجَمْعُ الْخِلَالُ ، أَيِ الْفُرَجُ الَّتِي تَكُونُ بَيْنَ الصُّفُوفِ . أَيْ لَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ بِالنَّمِيمَةِ وَإِفْسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ مَفْعُولٌ ثَانٍ . وَالْمَعْنَى يَطْلُبُونَ لَكُمُ الْفِتْنَةَ ، أَيِ الْإِفْسَادَ وَالتَّحْرِيضَ . وَيُقَالُ : أَبْغَيْتُهُ كَذَا أَعَنْتُهُ عَلَى طَلَبِهِ ، وَبَغَيْتُهُ كَذَا طَلَبْتُهُ لَهُ . وَقِيلَ : الْفِتْنَةُ هُنَا الشِّرْكُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ أَيْ عُيُونٌ لَهُمْ يَنْقُلُونَ إِلَيْهِمُ الْأَخْبَارَ مِنْكُمْ .
قَتَادَةُ : وَفِيكُمْ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُمْ قَوْلَهُمْ وَيُطِيعُهُمْ .
النَّحَّاسُ : الْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَوْلَى ؛ لِأَنَّهُ الْأَغْلَبُ مِنْ مَعْنَيَيْهِ أَنَّ مَعْنَى سَمَّاعٍ يَسْمَعُ الْكَلَامَ ، وَمِثْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=47سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ . وَالْقَوْلُ الثَّانِي لَا يَكَادُ يُقَالُ فِيهِ إِلَّا سَامِعٌ ، مِثْلُ قَائِلٍ .