[ ص: 97 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=28990فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا أي أشارت إليه إشارة دلت على أنها تحيلهم عليه ليسألوه عن قصته ، أو أشارت إلى أن يسمعوا منه الجواب عن توبيخهم إياها وقد فهموا ذلك من إشارتها .
ولما كانت إشارتها بمنزلة مراجعة كلام حكي حوارهم الواقع عقب الإشارة بجملة القول مفصولة غير معطوفة .
والاستفهام : إنكار ; أنكروا أن يكلموا من ليس من شأنه أن يتكلم ، وأنكروا أن تحيلهم على مكالمته ، أي كيف نترقب منه الجواب ، أو كيف نلقي عليه السؤال ، لأن الحالتين تقتضيان التكلم .
وزيادة فعل الكون في
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29من كان في المهد للدلالة على تمكن المظروفية في المهد من هذا الذي أحيلوا على مكالمته ، وذلك مبالغة منهم في الإنكار ، وتعجب من استخفافها بهم . ففعل كان زائد للتوكيد ، ولذلك جاء بصيغة المضي لأن كان الزائدة تكون بصيغة الماضي غالبا .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29في المهد خبر من الموصولة .
وصبيا حال من اسم الموصول .
والمهد : فراش الصبي وما يمهد لوضعه .
[ ص: 97 ] nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=28990فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا أَيْ أَشَارَتْ إِلَيْهِ إِشَارَةً دَلَّتْ عَلَى أَنَّهَا تُحِيلُهُمْ عَلَيْهِ لِيَسْأَلُوهُ عَنْ قِصَّتِهِ ، أَوْ أَشَارَتْ إِلَى أَنْ يَسْمَعُوا مِنْهُ الْجَوَابَ عَنْ تَوْبِيخِهِمْ إِيَّاهَا وَقَدْ فَهِمُوا ذَلِكَ مِنْ إِشَارَتِهَا .
وَلَمَّا كَانَتْ إِشَارَتُهَا بِمَنْزِلَةِ مُرَاجَعَةِ كَلَامٍ حُكِيَ حِوَارُهُمُ الْوَاقِعُ عَقِبَ الْإِشَارَةِ بِجُمْلَةِ الْقَوْلِ مَفْصُولَةٍ غَيْرِ مَعْطُوفَةٍ .
وَالِاسْتِفْهَامُ : إِنْكَارٌ ; أَنْكَرُوا أَنْ يُكَلِّمُوا مَنْ لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ ، وَأَنْكَرُوا أَنْ تُحِيلَهُمْ عَلَى مُكَالَمَتِهِ ، أَيْ كَيْفَ نَتَرَقَّبُ مِنْهُ الْجَوَابَ ، أَوْ كَيْفَ نُلْقِي عَلَيْهِ السُّؤَالَ ، لِأَنَّ الْحَالَتَيْنِ تَقْتَضِيَانِ التَّكَلُّمَ .
وَزِيَادَةُ فِعْلِ الْكَوْنِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى تَمَكُّنِ الْمَظْرُوفِيَّةِ فِي الْمَهْدِ مِنْ هَذَا الَّذِي أُحِيلُوا عَلَى مُكَالَمَتِهِ ، وَذَلِكَ مُبَالَغَةٌ مِنْهُمْ فِي الْإِنْكَارِ ، وَتَعَجُّبٌ مِنِ اسْتِخْفَافِهَا بِهِمْ . فَفِعْلُ كَانَ زَائِدٌ لِلتَّوْكِيدِ ، وَلِذَلِكَ جَاءَ بِصِيغَةِ الْمُضِيِّ لِأَنَّ كَانَ الزَّائِدَةُ تَكُونُ بِصِيغَةِ الْمَاضِي غَالِبًا .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=29فِي الْمَهْدِ خَبَرٌ مِنَ الْمَوْصُولَةِ .
وَصَبِيًّا حَالٌ مِنِ اسْمِ الْمَوْصُولِ .
وَالْمَهْدُ : فِرَاشُ الصَّبِيِّ وَمَا يُمَهَّدُ لِوَضْعِهِ .