الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، ثنا حبيب بن أبي مرزوق ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي مسلم الخولاني ، قال : دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا لا يتكلم ، ساكت ، فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه ، فقلت لجليس لي : من هذا ؟ فقال : معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ، فوقع في نفسي حبه فكنت معهم حتى تفرقوا .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا زياد بن أيوب ، ثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر ، ثنا شهر بن حوشب ، قال : سمعت ابن غنم يحدث عن عائذ الله بن عبد الله ، أنه دخل المسجد يوما مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحضر [ ص: 231 ] ما كانوا ، أول إمرة عمر بن الخطاب ، قال : فجلست مجلسا فيه بضع وثلاثون كلهم يذكرون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي الحلقة فتى شاب شديد الأدمة حلو المنطق وضيء ، وهو أشب القوم سنا ، فإذا اشتبه عليهم من أحاديث القوم شيء ردوه إليه فحدثهم ، ولا يحدثهم شيئا إلا أن يسألوه ، قلت : من أنت يا عبد الله ؟ قال : أنا معاذ بن جبل .

              قال الشيخ رحمه الله : كذا وقع في كتابي : عبد الحميد بن جعفر . ورواه جماعة فقالوا : عبد الحميد بن بهران ، عن شهر .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا أبو إسحاق السراج ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، حدثنا أبو عامر العقدي ، ثنا أيوب بن يسار الزهري ، عن يعقوب بن زيد ، عن أبي بحرية ، قال : دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس جعد قطط ، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه .

              قال الشيخ رحمه الله : اسم أبي بحرية يزيد بن قطيب بن قطوف السكوني .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية