الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إنه لقرآن كريم الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن الربيع بن أنس في قوله : إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال : القرآن الكريم هو القرآن، والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ، لا يمسه إلا المطهرون قال : الملائكة - عليهم السلام - هم المطهرون من الذنوب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج آدم بن أبي إياس ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في «المعرفة» عن مجاهد في قوله : إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال : القرآن في كتابه المكنون، الذي لا يمسه شيء من تراب ولا غبار، لا يمسه إلا المطهرون قال : الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن عكرمة : في كتاب مكنون قال : التوراة والإنجيل، لا يمسه إلا المطهرون قال : حملة التوراة [ ص: 221 ] والإنجيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : في قراءة ابن مسعود : (ما يمسه إلا المطهرون) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج آدم، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في «المعرفة» من طرق، عن ابن عباس : لا يمسه إلا المطهرون قال : الكتاب المنزل الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والبيهقي في «المعرفة» عن أنس : لا يمسه إلا المطهرون قال : الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة : لا يمسه إلا المطهرون قال : ذاكم عند رب العالمين، لا يمسه إلا المطهرون من الملائكة، فأما عندكم فيمسه المشرك النجس، والمنافق والرجس .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 222 ] وأخرج ابن مردويه ، بسند واه، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون قال : عند الله في صحف مطهرة، لا يمسه إلا المطهرون قال : المقربون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، عن علقمة قال : أتينا سلمان الفارسي، فخرج علينا من كنيف له، فقلنا له : لو توضأت يا أبا عبد الله، ثم قرأت علينا سورة كذا وكذا، قال : إنما قال الله : في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون وهو الذكر الذي في السماء، لا يمسه إلا الملائكة، ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي داود في «المصاحف»، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في قوله : في كتاب مكنون قال : في السماء، لا يمسه إلا المطهرون قال : الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، عن أبي العالية في قوله : لا يمسه إلا المطهرون قال : الملائكة، ليس أنتم بأصحاب الذنوب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 223 ] وأخرج ابن المنذر ، عن القعنبي، قال : قال مالك : أحسن ما سمعت في هذه الآية : لا يمسه إلا المطهرون أنها بمنزلة الآية التي في «عبس» : في صحف مكرمة إلى قوله : كرام بررة [عبس : 13 - 16] .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عمر، أنه كان لا يمس المصحف إلا متوضئا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي داود، وابن المنذر ، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه قال : في كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم : «ولا تمس القرآن إلا على طهر» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة في «المصنف»، وابن المنذر ، والحاكم وصححه، عن عبد الرحمن بن زيد قال : كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة فتوارى عنا، فخرج إلينا، فقلنا : لو توضأت فسألناك عن أشياء من القرآن، فقال : سلوني فإني لست أمسه، إنما يمسه المطهرون، ثم تلا : لا يمسه إلا المطهرون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يمس القرآن إلا طاهر .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 224 ] وأخرج ابن مردويه ، عن معاذ بن جبل، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن كتب له في عهده ألا يمس القرآن إلا طاهر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن حزم الأنصاري، عن أبيه، عن جده، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إليه : «لا يمس القرآن إلا طاهر» .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية