الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3086 (3) باب

                                                                                              ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم عند موته

                                                                                              [ 1713 ] عن طلحة بن مصرف قال: سألت ابن أبي أوفى: هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا. قلت: فلم كتب، وفي رواية: كيف كتب على المسلمين الوصية؟ أو فلم أمروا بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله.

                                                                                              رواه أحمد ( 4 \ 381 )، والبخاري (2740)، ومسلم (1634) (16 و 17)، والترمذي (2119)، والنسائي ( 8 \ 240 ).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (3) ومن باب: ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                              (قول طلحة لابن أبي أوفى : هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ظاهره: أنه سأله: هل كانت من النبي صلى الله عليه وسلم وصية بشيء من الأشياء؛ لأنه لو أراد شيئا واحدا لعينه، [ ص: 556 ] فلما لم يقيده بقي على إطلاقه. فأجابه بنفي ذلك. فلما سمع طلحة هذا النفي العام قال مستبعدا: كيف كتب على المسلمين الوصية؟ ومعناه: كيف ترك النبي صلى الله عليه وسلم الوصية، والله تعالى قد كتبها على الناس؟ ! وهذا يدل: على أن طلحة ، وابن أبي أوفى كانا يعتقدان الوصية واجبة على كل الناس، وأن ذلك الحكم لم ينسخ. وفيه بعد.

                                                                                              ثم: إن ابن أبي أوفى غفل عما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وهي وصايا كثيرة؛ فمنها: أنه قال: (لا يقسم ورثتي دينارا ولا درهما) و (لا نورث ما تركنا صدقة) وقال عند موته: (لا يبقين دينان بجزيرة العرب. وأخرجوا المشركين منها. وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). وآخر ما وصى به (وهو ما يفيض) أن قال: (الصلاة وما ملكت أيمانكم) وهذه كلها وصايا منه ذهل عنها ابن أبي أوفى . وذكر ابن إسحاق : أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى عند موته لجماعة من قبائل العرب بجداد أوساق من تمر سهمه بخيبر . ذكره في "السيرة". ولم يذكر ابن أبي أوفى من جملة ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم إلا كتاب الله، إما ذهولا، وإما اقتصارا [ ص: 557 ] عليه؛ لأنه أعظم وأهم من كل ما وصى به. وأيضا: فإذا استوصى الناس بكتاب الله، فعملوا به قاموا بكل ما أوصى به. والله تعالى أعلم.




                                                                                              الخدمات العلمية