الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى التي وقودها الناس والحجارة .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد من طريق طلحة عن مجاهد ، أنه كان يقرأ كل شيء في القرآن " وقودها " برفع الواو الأولى إلا التي في والسماء ذات البروج النار ذات الوقود [ البروج : 5] بنصب الواو .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، والفريابي وهناد بن السري في (كتاب الزهد) ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في " الكبير "، والحاكم وصححه، والبيهقي في " البعث " عن ابن مسعود قال : إن الحجارة التي ذكرها الله في القرآن في قوله : وقودها الناس والحجارة حجارة من كبريت خلقها الله عنده كيف شاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : هي حجارة في النار من [ ص: 192 ] كبريت أسود يعذبون به مع النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن عمرو بن ميمون في الآية قال : هي حجارة من كبريت، خلقها الله يوم خلق السماوات والأرض في السماء الدنيا فأعدها للكافرين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه والبيهقي في " شعب الإيمان " عن أنس قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : وقودها الناس والحجارة فقال : أوقد عليها ألف عام حتى احمرت، وألف عام حتى ابيضت، وألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهبها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والترمذي ، وابن مردويه ، والبيهقي في " البعث " عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها [ ص: 193 ] ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، ومالك، والبخاري ، ومسلم ، والبيهقي في " البعث " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزء من نار جهنم . فقالوا : يا رسول الله، إن كانت لكافية! قال : فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مالك في الموطأ، والبيهقي في " البعث " عن أبي هريرة قال : أترونها حمراء مثل ناركم هذه التي توقدون؟ إنها لأشد سوادا من القار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي وحسنه عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، لكل جزء منها حرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه، والحاكم وصححه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم لولا أنها [ ص: 194 ] أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها، وإنها لتدعو الله ألا يعيدها فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في " البعث " عن ابن مسعود قال : إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من تلك النار، ولولا أنها ضربت في البحر مرتين ما انتفعتم منها بشيء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ضربت بماء البحر مرتين، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : إن ناركم هذه تعوذ من نار جهنم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية