الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5283 ) فصل : وإن قال لأمته : أعتقتك على أن تزوجيني نفسك ، ويكون عتقك صداقك . أو لم يقل : ويكون عتقك صداقك . فقبلت ، عتقت ، ولم يلزمها أن تزوجه نفسها ; لأنه سلف في نكاح ، فلم يلزمها ، كما لو كان أسلف حرة ألفا على أن يتزوجها ، ولأنها أسقطت حقها من الخيار قبل وجود سببه ، فلم يسقط ، كالشفيع يسقط شفعته قبل البيع ، ويلزمها قيمة نفسها . أومأ إليه أحمد ، في رواية عبد الله . وهو مذهب الشافعي ; لأنه أزال ملكه منها بشرط عوض لم يسلم له ، فاستحق الرجوع بقيمته ، كالبيع الفاسد إذا تلفت السلعة في يد المشتري ، والنكاح الفاسد إذا اتصل به الدخول .

                                                                                                                                            ويحتمل أن لا يلزمها شيء ، بناء على ما إذا قال لعبده : أعتقتك على أن تعطيني ألفا .

                                                                                                                                            وهذا قول مالك ، وزفر ; لأن هذا ليس بلفظ شرط ، فأشبه ما لو قال : أعتقتك ، وزوجيني نفسك . وتعتبر القيمة حالة العتق ، ويطالبها بها في الحال إن كانت قادرة عليها ، وإن كانت معسرة ، فهل تنظر إلى الميسرة ، أو تجبر على الكسب ؟ على وجهين ، أصلهما في المفلس هل يجبر على الكسب ؟ على روايتين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية