الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4542 [ ص: 215 ] [ باب] قوله: ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون [ الزخرف: 77]

                                                                                                                                                                                                                              4819 - حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك [ الزخرف: 56]. [ انظر:3230 - مسلم:871 - فتح: 8 \ 568]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وقال قتادة ( مثلا للآخرين ): عظة. وقال غيره: مقرنين [ الزخرف: 13] ضابطين يقال: فلان مقرن لفلان: ضابط له. والأكواب: الأباريق التي لا خراطيم لها أول العابدين [ الزخرف: 81] أي: ما كان فأنا أول الآنفين وهما لغتان رجل عابد وعبد. وقرأ عبد الله : وقال الرسول يا رب [ الفرقان: 30] ويقال: أول العابدين: الجاحدين من عبد يعبد. وقال قتادة في أم الكتاب [ الزخرف: 4] جملة الكتاب أصل الكتاب.

                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث صفوان بن يعلى، عن أبيه، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك [ الزخرف: 56]. وقد سلف في: بدء الخلق، وهناك قال: قال سفيان بن عيينة : قرأه عبد الله : ( يا مال ). وصفة النار أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه أيضا مسلم وأبو داود والترمذي .

                                                                                                                                                                                                                              قال الزجاج : وأنا أكرهها ; لمخالفتها المصحف، وعند الجوزي: ينادون مالكا أربعين سنة فيجيبهم بعدها: إنكم ماكثون .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 216 ] ثم ينادون رب العزة ربنا أخرجنا منها [ المؤمنون: 107] فلا يجيبهم مثل عمر الدنيا، ثم يقول: اخسئوا فيها ولا تكلمون [ المؤمنون: 108] وقيل: نداؤهم لمالك أن يموتوا فيستريحوا، فيجيبهم بعد ألف سنة: إنكم ماكثون .

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال قتادة : ( مثلا للآخرين ): عظة لمن بعدهم ). وفي بعض النسخ: عبرة. بدل عظة، وهو ما سلف قبل، وجزم به الثعلبي .

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( والأكواب: الأباريق التي لا خراطيم لها ) أي: ولا آذان، واحدها كوبة. وعبارة "الكشاف" الكوب: الكوز بلا عروة .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 217 ] -[ باب] أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين [ الزخرف: 5]

                                                                                                                                                                                                                              : مشركين. والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا. فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين [ الزخرف: 8] عقوبة الأولين ( جزءا ) [ الزخرف: 15]: عدلا.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( جزءا : عدلا ) المعنى: أنهم عبدوا الملائكة فجعلوا لله شبها، وهذا قول قتادة ، وقال عطاء : نصيبا وشركا، ومعنى جعلوا: قالوا هذا ووصفوه. وقيل جزء: إناث، يقال: جزأت المرأة: إذا ولدت أنثى.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية