الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نأم

                                                          نأم : النأمة ، بالتسكين : الصوت . نأم الرجل ينئم وينأم نئيما ، وهو كالأنين ، وقيل : هو كالزحير ، وقيل : هو الصوت الضعيف الخفي أيا كان . ونأم الأسد ينئم نئيما : وهو دون الزئير ، وسمعت نئيم الأسد . قال ابن الأعرابي : نأم الظبي ينئم ، وأصله في الأسد ، وأنشد :


                                                          ألا إن سلمى مغزل بتبالة تراعي غزالا بالضحى غير نوأم     متى تستثره من منام ينامه
                                                          لترضعه ، ينئم إليها ويبغم

                                                          والنئيم : صوت البوم ، قال الشاعر :


                                                          إلا نئيم البوم والضوعا

                                                          ويقال : أسكت الله نأمته ، مهموزة مخففة الميم ، وهو من النئيم الصوت الضعيف أي نغمته وصوته . ويقال : نامته ، بتشديد الميم ، فيجعل من المضاعف ، وهو ما ينم عليه من حركته يدعى بذلك على الإنسان . والنئيم : صوت فيه ضعف كالأنين . يقال : نأم ينئم . والنأمة والنئيم : صوت القوس ، قال أوس :


                                                          إذا ما تعاطوها سمعت لصوتها     إذا أنبضوا فيها ، نئيما وأزملا

                                                          ونأمت القوس نئيما ، وقول الشاعر :


                                                          وسماع مدجنة تعللنا     حتى نؤوب ، تنؤم العجم

                                                          رواه ابن الأعرابي : تنؤم ، مهموز ، على أنه من النئيم ، وقال : يريد صياح الديكة كأنه قال : وقت تنؤم العجم ; وإنما سمى الديكة عجما لأن كل حيوان غير الإنسان أعجم ، ورواه غيره : تناوم العجم ; فالعجم على هذه الرواية ملوك العجم ، والتناوم : من النوم ، وذلك أن ملوك العجم كانت تناوم على اللهو ، وجاء بالمصدر على هذه الرواية في البيت على غير الفعل . والنأمة : الحركة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية