الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نبج

                                                          نبج : النباج : الشديد الصوت . ورجل نباج . ونباح : شديد الصوت ، جافي الكلام . وقد نبج ينبج نبيجا ، قال الشاعر :


                                                          بأستاه نباجين شنج السواعد

                                                          ويقال أيضا للضخم الصوت من الكلاب : إنه لنباج ، ونباج الكلب ونبيجه ونبجه ، لغة في النباح . وكلب نباجي : ضخم الصوت ; عن اللحياني . وإنه لشديد النباج والنباح . وأنبج الرجل إذا خلط في كلامه . والنباج : المتكلم بالحمق . والنباج : الكذاب ; هذه عن كراع . والنبج : ضرب من الضرط . والنباجة : الاست ، يقال : كذبت نباجتك إذا حبق . والنباج ، بالضم : الردام . ونبجت القبجة ، وهو دخيل ، إذا خرجت من جحرها . قال أبو تراب : سألت مبتكرا عن النباج ، فقال : لا أعرف النباج إلا الضراط . والأنبجات ، بكسر الباء : المرببات من الأدوية ، قال الجوهري : أظنه معربا . والنبج : نبات . والأنبج : حمل شجر بالهند يربب بالعسل على خلقة الخوخ محرف الرأس ، يجلب إلى العراق في جوفه نواة كنواة الخوخ ، فمن ذلك اشتقوا اسم الأنبجات التي تربب بالعسل من الأترج والإهليلج ونحوه ، قال أبو حنيفة : شجر الأنبج كثير بأرض العرب من نواحي عمان ، يغرس غرسا ، وهو لونان : أحدهما ثمرته في مثل هيئة اللوز لا يزال حلوا من أول نباته ، وآخر في هيئة الإجاص يبدو حامضا ثم يحلو إذا أينع ، ولهما جميعا عجمة وريح طيبة ويكبس الحامض منهما ، وهو غض في الجباب حتى يدرك فيكون كأنه الموز في رائحته وطعمه ، ويعظم شجره حتى يكون كشجر الجوز ، وورقه كورقه ، وإذا أدرك فالحلو منه أصفر والمز منه أحمر . أبو عمرو : النابجة والنبيج كان من أطعمة العرب في زمن المجاعة ، يخاض الوبر باللبن ويجدح ، قال الجعدي يذكر نساء :


                                                          تركن بطالة ، وأخذن جذا     وألقين المكاحل للنبيج

                                                          ابن الأعرابي : الجذ والمجذ طرف المرود ، قال المفضل : العرب تقول للمخوض المجدح والمزهف والنباج . ونبج إذا خاض سويقا أو غيره . ومنبج : موضع ، قال سيبويه : الميم في منبج زائدة بمنزلة الألف لأنها إنما كثرت مزيدة أولا ، فموضع زيادتها كموضع الألف ، وكثرتها ككثرتها إذا كانت أولا في الاسم والصفة ، فإذا نسبت إليه فتحت الباء ، قلت : كساء منبجاني ; أخرجوه مخرج مخبراني ومنظراني ، قال ابن سيده : كساء منبجاني منسوب إليه ، على غير قياس . وعجين أنبجان أي مدرك منتفخ ، ولم يأت على هذا البناء إلا حرفان : يوم أرونان وعجين أنبجان ، قال الجوهري : وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاء المعجمة ، قال : وسماعي بالجيم عن أبي سعيد وأبي الغوث وغيرهما . ابن الأعرابي : أنبج الرجل جلس على النباج ، وهي الإكام العالية ، وقال أبو عمرو : نبج إذا قعد على النبجة ، وهي الأكمة . والنبج : الغرائر السود . النباج وهما نباجان : نباج ثيتل ، ونباج بن عامر . الجوهري : والنباج قرية بالبادية أحياها عبد الله بن عامر . الأزهري : وفي بلاد العرب نباجان ; أحدهما على طريق البصرة ، يقال له نباج بني عامر وهو بحذاء فيد ، والنباج الآخر نباج بني سعد بالقريتين . وفي الحديث : " ائتوني بأنبجانية أبي جهم " ، قال ابن الأثير : المحفوظ بكسر الباء ، ويروى بفتحها . يقال : كساء أنبجاني ، منسوب إلى منبج المدينة المعروفة ، وهي مكسورة الباء ، ففتحت في النسب وأبدلت الميم همزة ، وقيل : إنها منسوبة إلى موضع اسمه أنبجان ، وهو أشبه لأن الأول فيه تعسف ، وهو كساء يتخذ من الصوف له خمل ولا علم له ، وهي من أدون الثياب الغليظة ، وإنما بعث الخميصة إلى أبي جهم لأنه كان أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - الخميصة ذات الأعلام ، فلما شغلته في الصلاة قال : ردوها عليه وائتوني بأنبجانيته ، وإنما طلبها لئلا يؤثر رد الهدية في قلبه ، قال : والهمزة فيها زائدة في قول .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية