الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نخب

                                                          نخب : انتخب الشيء : اختاره . والنخبة : ما اختاره منه . ونخبة القوم ونخبتهم : خيارهم . قال الأصمعي : يقال هم نخبة القوم ، بضم النون وفتح الخاء . قال أبو منصور وغيره : يقال نخبة ، بإسكان الخاء ، واللغة الجيدة ما اختاره الأصمعي . ويقال : جاء في نخب أصحابه أي في خيارهم . ونخبته أنخبه إذا نزعته . والنخب : النزع . والانتخاب : الانتزاع . والانتخاب : الاختيار والانتقاء ، ومنه النخبة ; وهم الجماعة تختار من الرجال ، فتنتزع منهم . وفي حديث علي - عليه السلام - وقيل عمر : وخرجنا في النخبة ; النخبة ، بالضم : المنتخبون من الناس المنتقون . وفي حديث ابن الأكوع : انتخب من القوم مائة رجل . ونخبة المتاع : المختار ينتزع منه . وأنخب الرجل : جاء بولد جبان ، وأنخب : جاء بولد شجاع ; فالأول من المنخوب ، والثاني من النخبة . الليث : يقال انتخبت أفضلهم نخبة ، [ ص: 216 ] وانتخبت نخبتهم . والنخب : الجبن وضعف القلب . ورجل نخب ، ونخبة ونخب ، ومنتخب ، ومنخوب ، ونخب ، وينخوب ، ونخيب ، والجمع نخب : جبان كأنه منتزع الفؤاد أي لا فؤاد له ، ومنه نخب الصقر الصيد إذا انتزع قلبه . وفي حديث أبي الدرداء : " بئس العون على الدين قلب نخيب ، وبطن رغيب " ; النخيب : الجبان الذي لا فؤاد له ، وقيل : هو الفاسد الفعل ، والمنخوب : الذاهب اللحم المهزول ، وقول أبي خراش :


                                                          بعثته في سواد الليل يرقبني إذ آثر الدفء والنوم ، المناخيب

                                                          قيل : أراد الضعاف من الرجال الذين لا خير عندهم ; واحدهم منخاب ، وروي المناجيب ، وهو مذكور في موضعه . ويقال للمنخوب : النخب ، النون مكسورة ، والخاء منصوبة ، والباء شديدة ، والجمع المنخوبون . قال : وقد يقال في الشعر على مفاعل : مناخب . قال أبو بكر : يقال للجبان نخبة ، وللجبناء نخبات ، قال جرير يهجو الفرزدق :


                                                          ألم أخص الفرزدق ، قد علمتم     فأمسى لا يكش مع القروم
                                                          ؟ لهم مر ، وللنخبات مر     فقد رجعوا بغير شظى سليم



                                                          وكلمته فنخب علي إذا كل عن جوابك . الجوهري : والنخب البضاع ، قال ابن سيده : النخب : ضرب من المباضعة ، قال : وعم به بعضهم . نخبها الناخب ينخبها وينخبها نخبا ، واستنخبت هي : طلبت أن تنخب ، قال :

                                                          إذ العجوز استنخبت فانخبها ، ولا ترجيها ، ولا تهبها والنخبة : خوق الثفر ، والنخبة : الاست ، قال :


                                                          واختل حد الرمح نخبة عامر     فنجا بها ، وأقصها القتل

                                                          وقال جرير :


                                                          وهل أنت إلا نخبة من مجاشع ؟     ترى لحية من غير دين ولا عقل

                                                          وقال الراجز :

                                                          إن أباك كان عبدا جازرا ، ويأكل النخبة والمشافرا والينخوبة : أيضا الاست ، قال جرير :


                                                          إذا طرقت ينخوبة من مجاشع

                                                          والمنخبة : اسم أم سويد . والنخاب : جلدة الفؤاد ، قال :

                                                          وأمكم سارقة الحجاب ، آكلة الخصيين والنخاب وفي الحديث : " ما أصاب المؤمن من مكروه ، فهو كفارة لخطاياه ، حتى نخبة النملة " ، النخبة : العضة والقرصة . يقال نخبت النملة تنخب إذا عضت . والنخب : خرق الجلد ، ومنه حديث أبي : " لا تصيب المؤمن مصيبة ذعرة ، ولا عثرة قدم ، ولا اختلاج عرق ، ولا نخبة نملة ; إلا بذنب ، وما يعفو الله أكثر " ، قال ابن الأثير : ذكره الزمخشري مرفوعا ، ورواه بالخاء والجيم ، قال : وكذلك ذكره أبو موسى بهما ; وقد تقدم . وفي حديث الزبير : أقبلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لية ، فاستقبل نخبا ببصره ; وهو اسم موضع هناك . ونخب : واد بأرض هذيل ، قال أبو ذؤيب :


                                                          لعمرك ، ما خنساء تنسأ شادنا     يعن لها بالجزع من نخب النجل

                                                          أراد : من نجل نخب ، فقلب ; لأن النجل الذي هو الماء في بطون الأودية جنس ، ومن المحال أن تضاف الأعلام إلى الأجناس ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية