الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ندر

                                                          ندر : ندر الشيء يندر ندورا : سقط ، وقيل : سقط وشذ ، وقيل : سقط من خوف شيء أو من بين شيء أو سقط من جوف شيء أو من أشياء فظهر . ونوادر الكلام تندر ، وهي ما شذ وخرج من الجمهور ، وذلك لظهوره . وأندره غيره أي أسقطه . ويقال : أندر من الحساب كذا وكذا ، وضرب يده بالسيف فأندرها ، وقول أبي كبير الهذلي :


                                                          وإذا الكماة تنادروا طعن الكلى ندر البكارة في الجزاء المضعف

                                                          يقول : أهدرت دماؤكم كما تندر البكارة في الدية ، وهي جمع بكر من الإبل ، قال ابن بري : يريد أن الكلى المطعونة تندر أي تسقط فلا يحتسب بها كما يندر البكر في الدية فلا يحتسب به . والجزاء هو الدية ، والمضعف : المضاعف مرة بعد مرة . وفي الحديث : أنه ركب فرسا له فمرت بشجرة فطار منها طائر فحادت فندر عنها على أرض غليظة ، أي سقط ووقع . وفي حديث زواج صفية : فعثرت الناقة وندر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وندرت . وفي حديث آخر : أن رجلا عض يد آخر فندرت ثنيته ، وفي رواية : فندر ثنيته ، وفي حديث آخر : فضرب رأسه فندر . وأندر عنه من ماله كذا : أخرج . ونقده مائة ندرى : أخرجها له من ماله . ولقيه ندرة وفي الندرة والندرة وندرى والندرى وفي الندرى أي فيما بين الأيام . وإن شئت قل : لقيته في ندرى بلا ألف ولام . ويقال : إنما يكون ذلك في الندرة بعد الندرة إذا كان في الأحايين مرة ، وكذلك الخطيئة بعد الخطيئة . وندرت الشجرة : ظهرت خوصتها وذلك حين يستمكن المال من رعيها . وندر النبات يندر : خرج الورق من أعراضه . واستندرت الإبل : أراغته للأكل ومارسته . والندرة : الخضفة بالعجلة . وندر الرجل : خضف . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أن رجلا ندر في مجلسه فأمر القوم كلهم بالتطهر لئلا يخجل النادر ; حكاها الهروي في الغريبين ، معناه أنه ضرط كأنها ندرت منه من غير اختيار . ويقال للرجل إذا خضف : ندر بها ، ويقال : ندر الرجل إذا مات ، وقال ساعدة الهذلي :

                                                          كلانا ، وإن طال أيامه ، سيندر عن شزن مدحض سيندر : سيموت . والندرة : القطعة من الذهب والفضة توجد في المعدن . وقالوا : لو ندرت فلانا لوجدته كما تحب أي لو جربته . والأندر : البيدر ، شامية ، والجمع الأنادر ، قال الشاعر :


                                                          دق الدياس عرم الأنادر

                                                          وقال كراع : الأندر الكدس من القمح خاصة . والأندرون : فتيان من مواضع شتى يجتمعون للشرب ، قال عمرو بن كلثوم :


                                                          ولا تبقي خمور الأندرينا

                                                          واحدهم أندري ، لما نسب الخمر إلى أهل القرية اجتمعت ثلاث ياءات فخففها للضرورة ، كما قال الراجز

                                                          [ الآخر أو الشاعر ] :


                                                          وما علمي بسحر البابلينا

                                                          وقيل : الأندر قرية بالشام فيها كروم فجمعها الأندرين ، تقول إذا نسبت إليها : هؤلاء الأندريون . قال : وكأنه على هذا المعنى أراد خمور الأندريين فخفف ياء النسبة ، كما قالوا الأشعرين بمعنى الأشعريين . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : أنه أقبل وعليه أندروردية ، قيل : هي فوق التبان ودون السراويل تغطي الركبة ، منسوبة إلى صانع أو مكان . أبو عمرو : الأندري الحبل الغليظ ، وقال لبيد :


                                                          ممر ككر الأندري شتيم

                                                          .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية