الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نصع

                                                          نصع : الناصع والنصيع : البالغ من الألوان الخالص منها الصافي ، أي لون كان وأكثر ما يقال في البياض ، قال أبو النجم :


                                                          إن ذوات الأزر والبراقع والبدن في ذاك البياض الناصع     ليس اعتذار عندها بنافع



                                                          وقال المرار :


                                                          راقه منها بياض ناصع     يونق العين وشعر مسبكر



                                                          وقد نصع لونه نصاعة ونصوعا : اشتد بياضه وخلص ، قال سويد بن أبي كاهل :


                                                          صقلته بقضيب ناعم     من أراك طيب حتى نصع



                                                          وأبيض ناصع ويقق وأصفر ناصع : بالغوا به كما قالوا أسود حالك . وقال أبو عبيدة في الشيات : أصفر ناصع ، قال : هو الأصفر السراة تعلو متنه جدة غبساء ، والناصع في كل لون خلص ووضح ، وقيل : لا يقال أبيض ناصع ولكن أبيض يقق ، وأحمر ناصع ونصاع ، قال :


                                                          بدلن بؤسا بعد طول تنعم     ومن الثياب يرين في الألوان
                                                          من صفرة تعلو البياض وحمرة     نصاعة كشقائق النعمان



                                                          وقال الأصمعي : كل ثوب خالص البياض أو الصفرة أو الحمرة فهو ناصع ، قال لبيد :


                                                          سدما قليلا عهده بأنيسه     من بين أصفر ناصع ودفان



                                                          أي وردت سدما . ونصع لونه نصوعا إذا اشتد بياضه . ونصع الشيء : خلص والأمر : وضح وبان ، قال ابن بري : شاهده قول لقيط الإيادي :


                                                          إني أرى الرأي إن لم أعص قد نصعا



                                                          والناصع : الخالص من كل شيء . وشيء ناصع : خالص . وفي الحديث : المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها . أي تخلصه ، وقد تقدم في بضع . وحسب ناصع : خالص . وحق ناصع : واضح كلاهما على المثل . يقال : أنصع للحق إنصاعا إذا أقر به واستعمل جابر بن قبيصة النصاعة في الظرف ، وأراه إنما يعني به خلوص الظرف ، فقال : ما رأيت رجلا أنصع ظرفا منك ولا أحضر جوابا ولا أكثر صوابا من عمرو بن العاص ، وقد يجوز أن يعني به اللون كأن تقول : ما رأيت رجلا أظهر ظرفا لأن اللون واسطة في ظهور الأشياء ، وقالوا : ناصع الخبر أخاك وكن منه على حذر ، وهو من الأمر الناصع أي البين أو الخالص . ونصع الرجل : أظهر عداوته وبينها وقصد القتال ، قال رؤبة :


                                                          كر بأحجى مانع أن يمنعا     حتى اقشعر جلده وأنصعا



                                                          وقال أبو عمرو : أظهر ما في نفسه ولم يخصص العداوة ، قال أبو زبيد :


                                                          والدار إن تنئهم عني فإن لهم     ودي ونصري إذا أعداؤهم نصعوا



                                                          قال ابن الأثير : وأنصع أظهر ما في نفسه . والناصع من الجيش والقوم : الخالصون الذين لا يخلطهم غيرهم ، عن ابن الأعرابي : وأنشد :


                                                          ولما أن دعوت بني طريف     أتوني ناصعين إلى الصياح



                                                          وقيل : إن قوله في هذا البيت أتوني ناصعين أي قاصدين وهو مشتق من الحق الناصع أيضا . والنصع والنصع والنصع : جلد أبيض . وقال المؤرج : النصع والنطع لواحد الأنطاع وهو ما يتخذ من الأدم وأنشد لحاجز بن الجعيد الأزدي :


                                                          فننحرها ونخلطها بأخرى     كأن سراتها نصع دهين



                                                          ويقال : نصع بسكون الصاد . والنصع : ضرب من الثياب شديد البياض قال الشاعر :


                                                          يرعى الخزامى بذي قار فقد خضبت     منه الجحافل والأطراف والزمعا
                                                          مجتاب نصع يمان فوق نقبته     وبالأكارع من ديباجه قطعا



                                                          وعم بعضهم به كل جلد أبيض أو ثوب أبيض وقال يصف بقر الوحش :


                                                          كأن تحتي ناشطا مولعا     بالشام حتى خلته مبرقعا
                                                          بنيقة من مرحلي أسفعا     تخال نصعا فوقها مقطعا
                                                          يخالط التقليص إذ تدرعا



                                                          يقول : كأن عليه نصعا مقلصا عنه يقول : تخال أنه لبس ثوبا أبيض مقلصا عنه لم يبلغ كروعه التي ليست على لونه . وأنصع الرجل للشر إنصاعا : تصدى له . والنصيع : البحر ، قال :


                                                          أدليت دلوي في النصيع الزاخر



                                                          قال الأزهري : قوله النصيع البحر غير معروف وأراد بالنصيع ماء بئر ناصع الماء ليس بكدر ; لأن ماء البحر لا يدلى فيه الدلو . يقال : ماء ناصع وماصع ونصيع إذا كان صافيا ، والمعروف في البحر البضيع بالباء والضاد . وشرب حتى نصع وحتى نقع وذلك إذا شفى غليله ، والمعروف بضع وقد تقدم . والمناصع : المواضع التي يتخلى فيها لبول أو غائط أو لحاجة ، الواحد منصع ; لأنه يبرز إليها ويظهر . وفي حديث الإفك : كان متبرز النساء في المدينة قبل أن تسوى الكنف في الدور المناصع . حكاه الهروي في الغريبين قال الأزهري : أرى أن المناصع موضع بعينه خارج المدينة ، وكن النساء يتبرزن إليه بالليل على مذاهب العرب بالجاهلية . وفي الحديث : إن المناصع صعيد أفيح خارج المدينة . ونصعت الناقة إذا مضغت الجرة عن ثعلب . وحكى الفراء : أنصعت الناقة للفحل إنصاعا قرت له عند الضراب . وقال أبو يوسف : يقال قبح الله أما نصعت به ، أي ولدته مثل مصعت به .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية