الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نهبر

                                                          نهبر : النهابير : المهالك . وغشي به النهابير أي حمله على أمر شديد . والنهابر والنهابير والهنابير : ما أشرف من الأرض واحدتها نهبرة ونهبورة ونهبور ، وقيل : النهابر والنهابير الحفر بين الآكام . وذكر كعب الجنة فقال : فيها هنابير مسك يبعث الله تعالى عليها ريحا تسمى المثيرة فتثير ذلك المسك على وجوههم . وقالوا : الهنابير والنهابير حبال رمال مشرفة ، واحدها نهبورة وهنبورة ونهبور . قال : والنهابير الرمال ، واحدها نهبور ، وهو ما أشرف منه . وروي عن عمرو بن العاص أنه قال لعثمان - رضي الله عنهما : إنك قد ركبت بهذه الأمة نهابير من الأمور فركبوها منك ، وملت بهم فمالوا بك ، اعدل أو اعتزل . وفي المحكم : فتب ، يعني بالنهابير : أمورا شدادا صعبة شبهها بنهابير الرمل لأن المشي يصعب على من ركبها ، وقال نافع بن لقيط :

                                                          ولأحملنك على نهابر إن تثب فيها وإن كنت المنهت تعطب

                                                          أنشده ابن الأعرابي ؛ وأنشد أيضا :

                                                          يا فتى ما قتلتم غير دعبو ب ، ولا من فواره الهنبر

                                                          قال : الهنبر هاهنا الأديم ، قال : وقوله في الحديث : من كسب مالا من نهاوش أنفقه في نهابر ، قال : نهاوش : من غير حله كما تنهش الحية من هاهنا وهاهنا ، ونهابر : حرام ، يقول من اكتسب مالا من غير حله أنفقه في غير طريق الحق . وقال أبو عبيد : النهابر المهالك هاهنا أي أذهبه الله في مهالك وأمور متبددة . يقال : غشيت بي النهابير أي حملتني على أمور شديدة صعبة ، وواحد النهابير نهبور ، والنهابر مقصور منه كأن واحده نهبر ؛ قال :

                                                          ودون ما تطلبه يا عامر نهابر من دونها نهابر

                                                          وقيل : النهابر جهنم ، نعوذ بالله منها . وقول نافع بن لقيط : ولأحملنك على نهابر يكون النهابر هاهنا أحد هذه الأشياء . وفي الحديث : لا تتزوجن نهبرة أي طويلة مهزولة ، وقيل : هي التي أشرفت على الهلاك من النهابر : المهالك ، وأصلها جبال من رمل صعبة المرتقى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية