الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          معلومات الكتاب

          الإدارة التربوية (مقدمات لمنظور إسلامي)

          الدكتور / عارف عطاري

          التفويض في الإدارة التربوية

          يعرف التفويض بأنه إسناد المسئولية وتحويل السلطة لشخص آخر لأداء مهام معينة. وهو أمر لا غنى عنه بحكم قصورنا كبشر من جهة وكثرة مسئولياتنا من جهة أخرى. وكذلك بسبب محدودية مصادرنا المادية والفكرية. إنها مهارة إدارية لا غنى عنها، تريح المدير من الضغط والتوتر ومن الانشغال بمهام تستهلك الوقت، وبالتالي فالتفويض يوفر على المدير الوقت للقيام بواجبات أخرى. من ناحية أخرى فالتفويض وسيلة لتدريب قادة المستقبل، فهو يعطي الفرصة للعاملين لمعالجة قضايا تحظي باهتمامهم وتقع في ضمن اختصاصهم، وتكون النتيجة النهائية زيادة كفاءة المنظمة.

          ولكن التفويض كعملية تقنية تتعرض لإساءة الاستخدام. وهنا يأتي دور المنظور الإسلامي. ويمكن للمرء أن يقدم بعض الأفكار بهذا الصدد:

          - يجب أن يقاس التفويض بالنتائج التي تحصل منه وليس بالشخص الذي يفوض إليه أو الكيفية التي يتم بها.

          - على من يفوض الاستمرار في مراقبة ومتابعة تقدم العمل في المجالات التي جرى التفويض فيها، فالتفويض لا يعفي من المسئولية.

          - التفويض يتضمن المسئولية والسلطة. المسئولية هـي التزام بتحقيق مهمة مسندة للمرء. أما السلطة فهي حق من يفوض إليه في المبادرة بالعمل والقيادة وإصدار الأوامر.

          - يجب أن ينظر لمن يفوض إليهم على أنهم مصادر لتحقيق نتائج وليس كمنافسين. يجب ألا يكون هـناك استغلال بل ثقة وإخلاص. [ ص: 109 ] - يتحمل من يقوم بالتفويض مسئولية اختيار الشخص المناسب ليفوض إليه. وهذا الاختيار يجب أن يتم دون محاباة أو خوف. يجب أن يتوفر في من يفوض إليه الدراية والخبرة.

          - يجب ألا يؤدي التفويض إلى أثقال العبء على بعض وإراحة آخرين. يجب ألا يمارس التفويض كعقوبة. ومن الممارسات السيئة التفويض فقط للمخلصين الجادين إلى درجة إرهاقهم وإراحة الآخرين.

          - يجب أن يمارس التفويض بدافعية، ومع مشاورة من يفوض إليه وبعد موافقته والتأكد أن مجال التفويض موضع اهتمامه.

          - الاعتراف مهم للتفويض الناجح. أما إنكار إنجاز من يفوض إليهم وعدم عزو الفضل إليهم أو إعطاء عزو الفضل للقائد أو الادعاء الاستعلائي بأن شيئا لا يمكن أن يحصل بدون القائد... كل هـذا لا يخدم الغرض من التفويض.

          - من الممارسات السيئة في التفويض أيضا تعمد جعل من يفوض إليهم يفشلون، وذلك بحرمانهم من المصادر والمعلومات والسلطة والوقت اللازم لأداء المهمة.

          - يجب أن تكون المهمة المفوضة واضحة ومحددة. أما إغراق العاملين بالمهام دون تحديد ووضوح فلا يخدم الغرض.

          - يجب ألا يكون التفويض مصدر إساءة أو إيذاء للآخرين.

          - يفترض ألا يعاد التفويض إلى من يفوض أو إلى آخرين.

          - هـناك معوقات أمام التفويض الفعال، وهناك أحيانا تردد بل ومقاومة للتفويض، يمكن عزوها إلى عقدة العظمة أو الميول الدكتاتورية وعدم القدرة على تقدير إمكانيات العاملين وإلى مشاعر القلق والغيرة. [ ص: 110 ]

          التالي السابق


          الخدمات العلمية