الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        17615 - مالك ، عن نافع : أن ابن عمر كان يجلل بدنه القباطي ، والأنماط ، والحلل ، ثم يبعث بها إلى الكعبة فيكسوها إياها .

                                                                                                                        17616 - مالك : أنه سأل عبد الله بن دينار : ما كان عبد الله بن عمر يصنع بجلال بدنه حين كسيت الكعبة هذه الكسوة ؟ قال : كان يتصدق بها .

                                                                                                                        17617 - مالك ، عن نافع أن عبد الله بن عمر كان لا يشق جلال بدنه ولا يجللها حتى يغدو من منى إلى عرفة .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        17618 - قال أبو عمر : كانت الكعبة تكسى من زمن تبع .

                                                                                                                        17619 - ويقال : إن أول من كسا الكعبة تبع الحميري .

                                                                                                                        17620 - وكسوتها من الفضائل المتقرب بها إلى الله - عز وجل - ومن كرائم الصدقات ، فلهذا كان ابن عمر يكسو بدنه الجلل ، والقباطي والحلل ، فيجمل بذلك بدنه ; لأن ما كان لله تعالى فتعظيمه وتجميله من تعظيم شعائر الله تعالى ، ثم يكسوها الكعبة فيحصل على فضلين وعملين من أعمال البر رفيعين ، فلما كسا [ ص: 274 ] الأمراء الكعبة ، وحالوا بين الناس وكسوتها تصدق ابن عمر حينئذ بجلال بدنه ; لأنه شيء أخرجه لله من ماله ، وما خرج لله فلا عودة فيه .

                                                                                                                        17621 - وأما تركه تجليل بدنه إلى يوم التروية في حين رواحه إلى عرفة ، فذلك والله أعلم لأنه شيء قصد به التزيين والجمال كما يتزين باللباس في العيدين ، وينحر البدن في مجتمع الناس ، وليقتدي به الناس .




                                                                                                                        الخدمات العلمية