الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال: أخبرنا أبو بكر بن عتاب [ ص: 478 ] ، قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال: أخبرنا إسماعيل بن أويس، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، أظنه عن ابن شهاب ح، وفيما ذكر شيخنا أبو عبد الله الحافظ أن أبا جعفر البغدادي، أخبرهم، قال: حدثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، أنهم ركبوا في كل وجه يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم ويجعلون لهم الجعل العظيم، وأتوا على ثور، الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم حتى طلعوا فوقه، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر أصواتهم، فأشفق أبو بكر وأقبل عليه الهم والخوف فعند ذلك يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحزن إن الله معنا" ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه سكينة من الله فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم [ ص: 479 ] وكانت لأبي بكر منحة تروح عليه وعلى أهله بمكة، فأرسل أبو بكر عامر بن فهيرة فروح تلك المنحة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر أمينا مؤتمنا حسن الإسلام، واستأجر رجلا من بني عبد بن عدي يقال له أريقط كان حليفا في قريش , ثم في بني سهم , ثم في آل العاص بن وائل وذلك العدوي يومئذ مشرك، وهو هاد بالطريق فخببا ظهرهما تلك الليالي اللاتي مكثا في الغار، وكان يأتيهما عبد الله بن أبي بكر حين يمسي بكل خبر [ ص: 480 ] يكون في مكة، ويروح عليهما عامر بن فهيرة الغنم كل ليلة فيحلبان ويدلجان، ثم يسرح بكرة فيصبح في رعيان الناس، فلا يفطن له حتى إذا هدأت عنهما الأصوات وأتاهما إن قد سكت عنهما جاء صاحبهما ببعيريهما وقد مكثا في الغار يومين وليلتين وفي رواية موسى بن عقبة ثلاث ليال , ثم انطلقا وانطلقا معهما بعامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما، يردفه أبو بكر، ويعقبه على راحلته، ليس معهما أحد من الناس غير عامر بن فهيرة، وغير أخي بني عدي يهديهما الطريق، فأجاز بهما أسفل مكة , ثم مضى بهما الساحل أسفل من عسفان، ثم أجاز بهما حتى عارض الطريق بعد أن أجاز قديدا.

                                        لفظ حديث عروة وحديث موسى بن عقبة بمعناه.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية