الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس هو الأصم، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ الإسفراييني بها قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الإثنين، فمنهم من يقول لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول، والحديث المعروف أنه قدم لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، يوم [ ص: 504 ] الاثنين، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف فيما يزعم بعض الناس، يوم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، ثم ظعن يوم الجمعة فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فصلاها بمن معه ببطن مهزور، ويزعم بعض الناس أنه أقام أكثر من ذلك، فاعترضه عتبان بن مالك في رجال من بني سالم وبني الحبلى، فقالوا: يا رسول الله أقم فينا في العز، والثروة، والعدد، والقوة، وكانوا كذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته، فقال: "خلوا سبيلها فإنها مأمورة" ثم مر ببني ساعدة فاعترضه سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، وأبو دجانة، فدعوه إلى المنزل عليهم، فقال: "خلوا سبيلها فإنها مأمورة" ، ثم مر ببني بياضة، فعرض له فروة بن عمرو وزياد بن لبيد فدعوه إلى المنزل عليهم فقال: "خلوا سبيلها فإنها مأمورة" ، ثم مر على بني النجار فقال له صرمة بن أبي أنس، وأبو سليط في رجال منهم: أقم عندنا يا رسول الله فنحن أخوالك وأقرب الأنصار بك رحما، فقال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فلما انتهت إلى مكان مسجده بالمدينة وهو مربد لغلامين يتيمين من بني النجار , ثم من بني غنم، وهما سهيل وسهل ابنا رافع بن أبي عمرو بن عباد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وكانا في حجر معاذ ابن عفراء، بركت فالتفتت يمينا وشمالا، ثم وثبت فمضت غير كثير ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا لها زمامها لا يحركها فوقفت فنظرت , ثم التفتت إلى مبركها الأول فأقبلت حتى بركت فيه، فحصت بثفناتها واطمأنت حتى عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قد أمرت، فنزل عنها واحتمل أبو أيوب رحله [ ص: 505 ] فأدخله مسكنه، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المربد لمن هو فأخبر، فقال معاذ ابن عفراء: يا رسول الله سأرضيهما منه، فاتخذه مسجدا ويقول قائلون: اشتراه.

                                        كل ذلك قد سمعناه.

                                        فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسكن أبي أيوب حتى ابتنى المسجد وبنى له مساكنه فيه , ثم انتقل
                                        لفظ حديث جرير بن حازم.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية