الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة الكوفي، قال: حدثنا الضحاك بن الحارث، قال: حدثنا عبد الله بن الأجلح، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله، عن رجل من آل عبد الله بن سلام قال: كان من حديث عبد الله بن سلام حين أسلم وكان حبرا عالما قال: لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعرفت صفته واسمه وهيئته والذي كنا نتوكف له، فكنت مسرا لذلك صامتا عليه حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلما نزل بقباء في بني عمرو بن عوف، فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه وأنا في رأس نخلة لي، أعمل فيها، وعمتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة، فلما سمعت الخبر بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت، فقالت لي عمتي حين سمعت تكبيري: لو كنت سمعت بموسى بن عمران ما زدت قال: قلت لها: أي عمة هو والله أخو موسى بن عمران وعلى دينه بعث بما بعث به قال: فقالت: يا ابن أخي أهو النبي الذي كنا نخبر به، أنه يبعث مع بعث الساعة؟ قال: قلت لها: نعم , قالت: فذاك إذا.

                                        قال: ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، ثم رجعت إلى أهل بيتي [ ص: 531 ] فأمرتهم فأسلموا وكتمت إسلامي من اليهود، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن اليهود قوم بهت، وإني أحب أن تدخلني في بعض بيوتك تغيبني عنهم، ثم تسلهم عني فيخبروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا بإسلامي.

                                        فإنهم إن علموا بذلك بهتوني وعابوني قال: فأدخلني بعض بيوته فدخلوا عليه فكلموه وساءلوه قال لهم: "أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟" ، قالوا: سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وعالمنا قال: فلما فرغوا من قولهم خرجت عليهم، فقلت لهم: يا معشر يهود اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم به، فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة باسمه وصفته، فإني أشهد أنه رسول الله، وأومن به، وأصدقه، وأعرفه، قالوا: كذبت، ثم وقعوا في قال: فقلت: يا رسول الله ألم أخبرك أنهم قوم بهت؟ أهل غدر وكذب وفجور قال: فأظهرت إسلامي، وإسلام أهل بيتي، وأسلمت عمتي ابنة الحارث فحسن إسلامها.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية