الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 539 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الوارث ح، وأخبرنا أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال: أخبرنا إسماعيل بن قتيبة، قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا أبو التياح، عن أنس بن مالك قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال لهم: بنو عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى ملأ بني النجار، فجاؤوا متقلدي سيوفهم.

                                        قال أنس: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، ثم إنه أمر بالمسجد فأرسل إلى ملأ بني النجار فجاؤوا، فقال: "يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا" ، قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله.

                                        قال فقال أنس: فكان فيه ما أقول لكم؛ كان فيه قبور المشركين، وكان فيه خرب، وكان فيه نخل، فأمر رسول [ ص: 540 ] الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة له، وجعلوا عضادتيه حجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ويقولون: "اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة، فانصر الأنصار والمهاجرة"
                                        رواه البخاري في الصحيح عن مسدد، ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر بن داسة التمار بالبصرة، قال: حدثنا أبو داود السجستاني، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد هو ابن سلمة، عن أبي التياح، عن أنس بن مالك قال " كان موضع المسجد حائطا لبني النجار فيه حرث ونخل وقبور المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثامنوني به" ، فقالوا: لا نبغي.

                                        فقطع النخل، وسوى الحرث، ونبش قبور المشركين قال: وساق الحديث.

                                        وقال: فاغفر مكان: فانصر.


                                        قال موسى: حدثنا عبد الوارث بنحوه، وكان عبد الوارث يقول: خرب، وزعم عبد الوارث أنه أفاد حمادا هذا الحديث.

                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية