ما هي الطريقة التي تعينني للقيام لصلاة الفجر؟

0 331

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي: في صلاة الفجر، وهي أني دائما أصلي الفجر متأخرة، أي بعد طلوع الشمس، ولقد جاهدت نفسي كثيرا كي أصحو في وقتها، ولكن دون فائدة، يرن المنبه وأغلقه، وأقول دقائق فقط، ولا أصحو إلا وقد أشرقت الشمس، بعدها أصاب بهم لا يعلمه إلا الله، دائما أجدد النية، وأذكر عذاب الله.

أنا متأزمة جدا من وضعي، أرجوكم انصحوني، وادعوا لي بأن يعينني الله على صلاة الفجر في وقتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك من كل مكروه.

وبخصوص ما سألت عنه، فإننا نحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:

أولا: شكر الله لك حرصك على التدين، وأداء الصلاة في وقتها، ونسأل الله أن يعينك على طاعته، وأن يكتب أجرك، وأن يثبتك على الطاعة.

ثانيا: لكل ظاهرة سلبية أو إيجابية أسباب دافعة، وظاهرة تأخير صلاة الفجر لها أسباب:
فالبعض يسهر إلى ما قبل الفجر ثم ينام، والبعض يجهد نفسه كثيرا وينام متأخرا، والبعض يتمنى الصلاة؛ ولكن لا يأخذ بأسباب الاستيقاظ، والبعض ربما له معاص قيدته، الشاهد أن لكل مقصر عن الصلاة أسباب دفعته إلى ذلك، ولابد من معالجة الأسباب بعد معرفتها.

ثالثا: من الأمور التي تحثك على القيام لصلاة الفجر معرفة فضلها، ومن ذلك:

1- أن أداءها في وقتها من صفات المؤمنين.

2- أن أداءها مع الجماعة مع صلاة العشاء يعدل قيام الليل، قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله).

3- أن من صلى الفجر فهو في ذمة الله، أي في حفظ الله، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله).

4- أن المسلم إذا استيقظ من نومه فذكر الله، وتوضأ وصلى، أصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.

5- أن أداءها في وقتها مع الجماعة من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، مع أداء صلاة العصر، قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى البردين دخل الجنة) متفق عليه، والبردين: الصبح والعصر.

6- حضور اجتماع الملائكة في صلاة الصبح وصلاة العصر، قال -صلى الله عليه وسلم-: ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله –وهو أعلم بهم– كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهو يصلون).

نرجو كتابة هذه الأحاديث في حجرتك وعلى جوالك وتردادها دائما.

رابعا: هناك معينات -أختنا الفاضلة- نرجو منك الانتباه لها وهي:

1- النوم مبكرا، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكره النوم قبل صلاة العشاء، والحديث بعدها، إلا ما فيه مصلحة وخير.

2- الحرص على آداب النوم من الوضوء والدعاء قبل النوم، وجمع الكفين والنفث فيهما، ويقرأ سورة الإخلاص والمعوذات، والنوم على طهارة.

3- الاستعانة بعد الله بمذكر، أو منبه، أو برنامج للأذان، أو الاستعانة ببعض الصديقات أو الأهل أو الأقارب لمعاونتك على الاستيقاظ.

4- التذكير دوما بأن صلاة الفجر هي العلامة الدالة على المنافقين عياذا بالله، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر).

5- الحذر من أن تكون الأذن مباول للشيطان -أكرمك الله-، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: ذكر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل نام ليله حتى أصبح، فقال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنه).

6- فرض عقوبة عملية عند الكسل عن صلاة الفجر، كصيام ثلاثة أيام مثلا، المهم أن تكون العقوبة المفروضة ليست هينة، حتى لا تستخفي بها، وليست ثقيلة الأثر عليك.

وأخيرا: كثرة الدعاء بأن تستيقظي لصلاة الفجر، ونحن واثقون أنك إن فعلت ذلك سيقيمك الله لصلاة الفجر.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات