نادمة على ما مضى وخائفة مما سيأتي بعد كذب من أحببته

0 285

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما، ملتزمة حاليا وتائبة -والحمد لله-، كنت فتاة متفوقة في المدرسة وأيضا في الجامعة، لا أعرف سوى الدراسة، كنت أتميز عن جميع الطالبات بأني لا توجد لي علاقة مع أي شاب إلى أن دخلت الجامعة، تعرفت على شاب يدرس معي في تخصص آخر، أعجب بي وأبدى حبه لي، كانت أول مرة، ولا أعلم ما هو الحب أساسا، أسمع كلاما لأول مرة فنسيت نفسي، عندما أسأله عن الارتباط الرسمي كان يجيب بأن المشوار طويل أمامنا، ولكنه كان يحبني جدا حسب كلامه وتصرفاته، ولكن كان دائما ضميري يعذبني، وأقول له: يجب أن لا نتكلم على الهاتف. وهو يرفض.

استمر اهتمامي بالدراسة ولم يؤثر علي، وبعد مرور حوالي سنة دخلت إلى مساق جديد في تخصصي، كان هناك شاب معي في التخصص بدأ يطلب مني أن أقوم بتدريسه وأساعده في أمور تعليمية فقط، في هذا الوقت حدث بيني وبين الشاب المرتبطة به مشكله، وطلب مني عدم الحديث معه مرة أخرى وفعلت، ولكنه عاد لي كما في السابق، ولكن من جهتي أصبحت لا أعطي للعلاقة أهمية، أما الشاب الذي كنت أدرس معه دائما، يوما بعد يوم تطورت العلاقة، أصبح يخبرني بكل ما يفكر فيه، وبعدها أفصح لي عن حبه وإعجابه بأخلاقي وتفكيري، في هذا الوقت قطعت علاقتي مع الشاب الأول مباشرة، لأني رأيت في الشاب الثاني أنه أفضل ويتحمل المسؤولية بشكل أكبر، ويمكن أن يكون زوجا أفضل لي في المستقبل، ولأنه أفصح عن رغبته المباشرة بالارتباط، وطلب مني أن أنتظره فقط، لذلك مباشرة قطعت علاقتي مع الشاب الأول، وانصدم وحزن حزنا كبيرا، وصدمت بأنه طلب مني الارتباط الرسمي وأن يتقدم لخطبتي، ولكني رفضت، لماذا لم يعرض علي سابقا؟ وكان منكسرا حزينا لذلك.

في ذلك الوقت للأسف كنت سعيدة بالعلاقة الجديدة مع الشاب الذي وعدني بالارتباط الرسمي من البداية، وعرفني على أخته وأمه، ووثقت به ثقة عمياء إلى أن تبادلنا الأحاديث عبر الهاتف ولقائنا في الجامعة، أصبح يعرف عني كل صغيرة وكبيرة، ومعجب بكل حياتي حسبما كنت أشعر من حديثه لي، لكنه لم يكن ملتزما بالصلوات اليومية، وكنت دائما أخاف أن يتركني كما ترك الصلاة التي تربطنا مع الله، تعلقت به تعلقا كبيرا، تخرج من الجامعة وكان يكبرني سنا، وحصل على وظيفة، ودائما أيضا ضميري يؤنبني، أشعر أن ما أقوم به خيانة لربي ولأهلي، ولكن أقول في نفسي أن هذا سيكون زوجي مستقبلا، وأن كثيرا من الفتيات تزوجن الأشخاص الذين أحببنهن في الجامعة، ولكن لم نعد نتحدث بالهاتف باستثناء الرسائل، وكنت سعيدة بهذه الخطوة، بأن لا نتكلم على الهاتف إلا في المناسبات إلا بعد الارتباط رسميا.

بعد ذلك تخرجت أنا وجاء الوقت للارتباط، سألته عن ذلك وحدد لي موعدا ووعدني، وقال لي: أنا لست رجلا إن لم أتقدم لك. وأنا صدقته، تغير فجأة، وقلت له: إن لم تكن تريدني فاتركني؟ لم أكن أكلمه جديا وهو وجدها فرصة وابتعد، وأنا لم أتحمل، بكاء طوال الليل، وفقدان الوزن، وأبعث له رسائل أذلتني، بأن يعود إلي، وأني لن أسامحه، وقال لي: لا أريد أن تسامحيني. لم يعد كالسابق نهائيا، وبعد فترة أرسل لي صورة مع فتاة في البلد التي سافر إليها، وصدمت كيف ذلك؟

بعد ذلك سلكت طريق الله بدون أي معصية، وتبت إلى الله توبه نصوحا بأن لا أرجع إلى الحب الحرام إطلاقا، وأنتظر نصيبي بالحلال، لكني في قلق دائم من المستقبل، وهل سيتقدم لي شخص متدين خلوق بعد هذا الحب الحرام؟ ولم أنس الشخص الذي خانني إطلاقا، وفي خوف دائم أن يكون ذلك بسبب الشاب الأول الذي تركته من أجل شاب آخر، فأنا نادمة جدا، والله نادمة على ما فعلته، ولأني أغضبت الله من أجل أشخاص لا يستحقون، فالندم والخوف من المستقبل والخوف على سمعتي دائما يرافقني، وتخيم علي الذكريات مع الشخص الثاني، لأنه كان كل شيء بالنسبة لي، أريد أن أتخلص من تأنيب الضمير والخوف من المستقبل، وتطهير قلبي بشكل كامل من هذا الحب الذي خدعني، وتركني بكل قلب بارد، أشعر أنني لست كباقي الفتيات، أحتقر نفسي أحيانا لأن أهلي قاموا بتربيتي على أخلاق حميدة ليست كهذه، مع العلم أني الآن فتاة ملتزمة، وأتابع دراستي في الدراسات عليا والحمد لله.

أتمنى المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الفتاة الطاهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يتوب علينا وعليك ويحقق الآمال.

لا شك أن العاقلة تستفيد من تجاربها، والمؤمنة لا تلدغ من جحر مرتين، وقد أسعدنا التزامك وأفرحتنا توبتك، ونبشرك بأنها سبب للتوفيق، فاصدقي فيها، وابتعدي عن الشباب، ولا تقبلي بأي علاقة في الخفاء، وإذا شعرت بميل أي شاب إليك فاطلبي منه أن يأتي داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، فإن في ذلك اختبارا لصدقه وتأكيدا لرغبته في الخير، وذلك هو الصواب.

واحمدي الله الذي أخرجك مما كنت فيه، واثبتي على ما أنت عليه من الالتزام والخير، واعلمي بأن الفتاة ترخص عندما تقدم التنازلات، وترتفع قيمتها عندما تتمسك بشريعة رب الأرض والسماوات، فالرجل يجري وراء المرأة التي تهرب منه، وتلوذ بعد الله بإيمانها وحيائها، لكنه يهرب من المرأة التي تجري خلفه.

وأرجو أنه سوف يأتيك ما قدره لك القدير، فأشغلي نفسك بطاعة اللطيف الخبير، واهتمي بمستقبلك، واقتربي من أسرتك، واحشري نفسك في تجمعات الصالحات، فإن لكل واحدة منهن رجلا من محارمها يبحث عن أمثالك من الفاضلات، واكتمي ما حصل من العلاقات، وسارعي في طاعة ربك، وفعل الخيرات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وإذا ذكرك عدونا الشيطان بما كان ليجلب لك الأحزان، فأغيظيه بتجديد التوبة، والعودة للملك الديان.

ووصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

سعدنا بتواصلك ونفرح بالاستمرار، وأملنا في الله أن يسعدك ويحقق لك الاستقرار.

مواد ذات صلة

الاستشارات