السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب، أبلغ من العمر 22 سنة، وقد خطبت فتاة وأريد الزواج منها بعد سنتين، كنت أحب هذه الفتاة حبا شديدا، وهي تحبني أيضا، وكنت أريد الزواج منها، ولكنني فجأة أصبت بمشكلة كرهت فيها الزواج وبالأخص منها، فأنا لا أريد الزواج منها ولا من غيرها.
أصاب بالتعب عند التفكير، مع العلم أنها تتصل بي عدة مرات لتسأل عني، وأنا لا أطيق التحدث معها، أريد الحل، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نوري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت فإننا قد فهمنا ما يلي:
- تحب فتاة وهي تحبك وتريد الزواج منها بعد عامين.
- خطبتها وبعد الخطبة شعرت بضيق تجاهها حتى إنها إن سألت عليك لا تطيق الرد.
فإن كان ما فهمناه صحيحا فاعلم -بارك الله فيك- ما يلي:
أولا: إن الزواج له أصوله الشرعية التي يجب أن تكون أساس ومنطلق الحياة السعيدة، وقد جمعها النبي -صلى الله عليه وسلم- في كلمتين (ذات الدين) فإذا كانت الفتاة ذات دين حريصة على الصلاة وطاعة الله، وأخلاقها جيدة، فقد بدأت البداية الصحيحة.
ثانيا: يعمد الشيطان فور ارتباط شاب بفتاة لأجل الزواج إلى تبغيض كل واحد منها في الآخر، بأن يظهر له بعض عيوبها، أو يضخم له بعض أخطائها، أو يوهمه بأنه لو صبر لاختار أفضل منها، كل هذه الوسائل يستخدمها الشيطان مع الغالبية، والانتباه له أمر مهم؛ لأن بعض من لم يتنبه وفسخ الخطبة وزال عنه ما كان فيه، ورأى أن من فقدها كانت الأنسب له؛ يصيبه الحزن، ويشتد حزنه حين يريد الرجوع فيرفضه الناس، أو يأتي لها غيره، لذا انتبه ولا تتعجل.
ثالثا: كل ضيقة نفس من خطيبتك لا أصل لها، أو لها أصل ولكنه مضخم، فاعلم أنها من الشيطان فاستعذ منه.
رابعا: الرغبة المثالية في الزواج تختلف عن النظرة الواقعية له، قبل الزاوج يريد كلا الزوجين أوصافا مجتمعة في إهاب واحد، وهذا هو عالم الخيال أخي، فلا توجد كاملة ولا رجل كامل، لذا دائما نقول: الزواج يقوم على المجموع لا على الجميع، بمعنى يقوم على مجموع ما عند كل طرف من خير، فإذا غلب الحسن السوء فهذا هو المراد، وأما البحث عن جميع ما تطلب فليس حكمة ولا عقلا.
خامسا: ننصحك أخي بما يلي:
1- المحافظة على أذكارك الصباحية والمسائية، وقراءة سورة البقرة، أو الاستماع إليها في بيتك.
2- النظر إلى ميزات خطيبتك وعيوبها باعتدال وفق ما ذكرنا لك.
3- إذا وجدت في خطيبتك عيبا يصرفك عنها وهو مرتبط ارتباطا مباشرا بدينها أو بأخلاقها، أو بحياتك الاجتماعية؛ فناقش هذا الأمر مع رجل حكيم صاحب دين لا يعرفها ولا يعرفك، واستمع منه إلى رأيه، ثم قارن ما قاله بما كنت تفكر فيه بلا تضخيم ولا تهوين.
4- الاستخارة في الزواج قبل الإتمام والتعجيل به عند القدرة عليه.
واعلم أن الاستخارة لا تفض إلا إلى خير، فلا يشترط لها ما يظنه العوام من رؤيا أو راحة نفسية، أو غير ذلك، بل بعد الصلاة تقدم فإن أتم الله الزواج فهو الخير، وإن كانت الأخرى فلا شك أنه الخير.
نسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة ، وأن يمتعك بها، والله الموفق.